الخميس، 30 نوفمبر 2017

مدرسة القلعة الحربية.. نواة تكوين الجيش المصري




في عام 1811 قرّر محمد علي باشا بعد مذبحة القلعة التي أطاح فيها بالمماليك، جمع غلمانهم وصغارهم في القلعة ليدرسوا فنون القتال في مدرسة على غرار المدارس التي كان أمراء المماليك يقيمونها في قصورهم، 
وكانت هذه المدرسة هي أول مدرسة حربية للنظام الحربي الحديث الذي بدأه محمد علي باشا في مصر عام 1815، وتقع مباني مدرسة القلعة الحربية في المساحة الواقعة بجوار برج المقطم.استغل محمد علي باشا أساسات مبانٍ قديمة في بناء المدرسة الحربية، فقام ببنائها على أطلال طباق القلعة ( ثكنات المماليك) التي كان يقيم فيها الجند المعروفون بالانكشارية في العصر العثماني، الذين تمّ تكليفهم ببعض المهام المختلفة وعلى رأسها حراسة وحماية المدينة.


وكانت مدرسة القلعة أول مدرسة حربية في التاريخ المصري الحديث، واستقدم محمد علي باشا المعلمين والمدربين من فرنسا، وأوكل إدارتها إلى أحدهم وهو "الكولونيل سيف"، الذي عُرف فيما بعد باسم سليمان باشا الفرنساوي، ومنذ ذلك الوقت أصبح هذا الكولونيل معلماً رسمياً للنظام الحربي الجديد الذي أدخله محمد علي إلى مصر، وكان يعمل من قبل ضابطاً بالمدفعية البحرية الفرنسية،
وقد بلغ عدد طلابها حوالي 400 طالب ، وكان محمد علي يشرف بنفسه على تدريبهم ودرجة استيعابهم للعلوم العسكرية وفنونها. 
وفي عام 1821 اقترح سليمان باشا على محمد علي نقل المدرسة إلى أسوان ، إلا أن قرب أسوان من السودان دفع محمد علي باشا إلى تجنيد السودانيين في الجيش المصري

وبعد استقرار المدرسة وافق سليمان باشا على انضمام إبراهيم باشا ابن محمد علي إلى صفوف الطلبة شريطة ألا تتم التفرقة بينه وبينهم، فوافق إبراهيم باشا على هذا الشرط وكان مطيعاً للأوامر وأخذ لقب "الطالب الأول"، ولكن نظراً لصعوبة التدريب في أسوان بسبب ارتفاع درجات الحرارة لم تستمر المدرسة الحربية في أسوان طويلاً، فضلاً عن انتشار أمراض الرمد وصعوبة المواصلات، فتمّ نقلها إلى إسنا وهناك تخرّج أول فوج من الضباط بعد دراسة استمرت لثلاث سنوات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق