الخميس، 23 نوفمبر 2017

الكتاب كمؤسسة للرعاية الاجتماعية ودوره فى تجفيف منابع الأمية




كان الكتاب يقبل الأطفال الأيتام والفقراء من سن الخامسة فيوفر لهم التعليم المجاني، والخبز والراتب والكسوة في الصيف والشتاء، مما يرفع عناء إعالتهم عن كاهل أسرهم، فإذا ما بلغ الطفل الحلم وكان قد حفظ القرآن ونال قسطًا من معرفة مبادئ علوم العربية والحساب انتقل إلى الحلقة التالية من حلقات تلك السلسلة من خطوات الرعاية المتصلة التي وفَّرها المجتمع الإسلامي في العصور الوسطى ، فالطفل يدخل المدرسة حيث يتوفر فيها الإيواء والإعاشة الكاملة والراتب والكسوة وغيرها.
فلم يكن الكتاب منشأة تعليمية فقط تمنح الطفل اليتيم أو الفقير تعليمًا مجانيًا فقط، ولكنها كانت إلى جانب ذلك تكفي أسرته مؤنته؛ ولذلك نستطيع أن نقول إن هذه الكتاتيب سبقت مؤسسات الرعاية الحديثة التي لم يعرفها العالم إلا منذ فترةٍ وجيزة.
والسؤال الآن : هل تستعيد الكتاتيب دورها فى الرعاية الاجتماعية للأطفال وتجفيف منابع الأمية ، وخاصة إذا خضعت لمعايير محددة ، وأن يتم اختيار القائمين على التعليم فيها وفق شروط محددة ، وألا يعمل بها إلا من يمنح ترخيص بذلك ، وأن يتم تجديد هذه الرخصة كل خمس سنوات على الأقل .
وهل يمكن إنفاق الأمول الخاصة بمحو الأمية فى مصر على كفالة هؤلاء الأطفال الذين يتم إلحقاقهم بهذه الكتاتيب كما كان قائما فى المجتمع الاسلامى من قبل ، ولاسيما أن هيئة محو الأمية لم تقدم شيئا خلال 20 عاما .

وذلك على الرغم من أن الدولة تخصص 567 مليون جنيه سنويا لتعليم الكبار.. على فصول وهمية بالقرى.. و80% من الحاصلين على شهادات الهيئة لا يقرأون .
علاوة على أن المتسربين من المدارس الإعدادية والابتدائية يمثلون نسبة أكبر من النسبة التي تقوم هيئة محو الآمية بالقضاء على أميتهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق