السبت، 9 سبتمبر 2017

التعليم فى فيتنام خط الدفاع الأول Education in Vietnam is the first line of defense




لعب التعليم دورا كبيرا في دعم حالة الصمود النادرة التي أبداها الشعب الفيتنامي، إزاء نوعين من أكثر أنواع التدخل والاحتلال عنفا وشمولا، وهما الاستعمار الفرنسي والتدخل الأمريكي، إذ لا شك في أن الثقافة والحضارة الفرنسية كانت رأس الحربة في آلة الاستعمار الفرنسي، ولا شك - كذلك - في أن هيمنة الثقافة الأمريكية وغرورها وعنفوانها وافتتانها بذاتها، وعدم اعتدادها بغيرها من الثقافات زادت حجم الأعباء وضخامة التحديات التي فرضت على الشعب الفيتنامي، الذي وجد نفسه يقاوم على أكثر من جبهة، واكتشف أن جبهات القتال لن تصمد إلا إذا صمدت جبهة التعليم والثقافة. وتلخصت فلسفة التعليم في إعلاء قيمة الاستقلال، وعدم الخضوع، ورفض الاستسلام، . فقد قام الاستعمار الفرنسي الذي دام قرابة الثمانين عاما بدور كبيرافي تخريب العقل الفيتنامي، وحاول أن يفرض سياجا كثيفا يحول بينه وبين العلم الحديث، وكانت إدارة الاستعمار الفرنسي توقن أن الجهل هو منبع الاستقرار .
لقد فرضت اللغة الفرنسية لتكون لغة الإدارة والتعليم في كافة المراحل، وكادت اللغة الفيتنامية تتحول إلى لغة ميتةكما أنتشر الجهل والأمية ، فعدد الذين يعرفون مبادئ القراءة والكتابة لم يكن يتجاوز 50 ألف نسمة ، عام 1938م، من مجموع عدد السكان الذي كان يبلغ 23 مليونا !
كما أن المدارس الابتدائية كادت تكون مقتصرة - فقط - على استيعاب أطفال الجالية الفرنسية كبيرة العدد، حيث كانوا يمثلون 90% من مجموع تلاميذ المدارس الابتدائية الذين بلغ عددهم 30ألفا، وفي المدارس الثانوية كان الطلاب الفرنسيون يمثلون 80 %من مجموع عدد الطلاب الذي كان يدور حول خمسة آلاف طالب، أما في الجامعة الوحيدة، فقد كان الفرنسيون يمثلون الأغلبية الكاسحة بين عدد طلابها الذي بلغ أقصى عدد له 720 طالبا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق