الجمعة، 21 أكتوبر 2016

هل للمؤسسات التربوية دور في حل النزاعات؟ شمالي أيرلندا نموذجًا



تعود جذور الصراع في أيرلندا الشمالية لأسس إثنية – سياسية، عكست واقعًا ثقافيًا على المجتمع الشمال أيرلندي، كانت جذوره منذ قرون مع استيطان الإنجليز شمال أيرلندا.
ترتب على ذلك تقسيم المجتمع في أيرلندا الشمالية إلى “اتحاديين” وهم الغالبية المسيطرة على المجتمع في شمالي أيرلندا وبغالبيتهم من الطائفة البروتيستانية وهمهم الحفاظ على الاتحاد مع بريطانيا و”جمهوريين” وغالبيتهم من الطائفة الكاثوليكية والذين طالب معظمهم بالاتحاد مع جمهورية أيرلندا و قد أدى الصراع في أيرلندا الشمالية إلى انفصال هذه المجموعات عن بعضها البعض، لأسباب اقتصادية ، سياسية ، اجتماعية وثقافية ؛ وبرز هذا الفصل في أجهزة ومؤسسات التربية والتعليم.ففي أيرلندا الشمالية هنالك ثلاثة أنواع للمدارس بشكل عام :
مدارس كاثوليكية ، مدارس بروتستانتية ، ومدارس فيها اندماج بنسب مختلفة، وتلعب مؤسسات التربية في أيرلندا الشمالية دورًا في كونها مصدرًا للتماسك ما بين الطوائف، الأمر المتعلق بالمدرسة نفسها وخططها الذاتية واستعدادها للتعاون مع مدارس من طائفة أخرى.


ويشير البحث الذي أجراه “هايس ومكأليستير” إلى أن الاندماج تربويًا من خلال المؤسسات التربية يعزز التواصل ما بين الطوائف ويزيد من العلاقات الاجتماعية بينها، بالإضافة إلى دوره في بناء علاقات إنسانية وطيدة ما بين الطلاب ولهذا انعكاسات إيجابية على حل النزاع للمدى البعيد، إذن فإن الاندماج ولو بدرجات مختلفة في السياق الشمال أيرلندي، يعزز الالتحام الاجتماعي، التسامح ويساهم في عملية التصالح ما بين الطوائف، باعتبار المؤسسات التربوية مؤسسات تراعي احتياجات فردية، اجتماعية وثقافية للفرد والمجموعة.
منذ الاتفاق عام 1998 ، كانت مبادرات عديدة تسعى لدمج الطوائف وتحسين التواصل بينها، لكن المدارس رأت بأن الدمج المباشر فيها ليس بالضرورة هو الطريق لذلك، إنما هناك طرق أخرى للقاء هذه الطوائف، كالكتب المدرسية، المضامين التدريسية، التربية على قيم ومفاهيم مشتركة، التعدد الثقافي، التربية المدنية، ولقاءات ما بين المدارس، والتحدي الأساسي الذي واجه هذه المدارس هو إعداد طاقم المعلمين للتعامل مع القضايا الاجتماعية والسياسية في فترة ما بعد الاتفاق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق