يقدِّم نعوم تشومسكي نظرية مثيرة في اللغة مفادها التالي :
-اللغة فطريةو عالمية بحيث تولد مع ولادة الإنسان كما يشترك كل البشر في امتلاك لغة عالمية واحدة كامنة في جيناتنا البيولوجية أي فـي مـا نرث من معلومات في أجسادنا الحية،وبالتالى كل اللغات المختلفة التي نعرفها كالفرنسية و الإنكليزية و الإسبانية و العربية إلخ ليست سـوى تجليات متنوعة للغة العالمية التي يشترك كل البشر في امتلاكها.و كما يقول تشومسكي ,إذا زارنا كائن فضائي سيجد أن كل البشر يتكلمون بلغة واحدة و أن اللغات التي نعتبرها مختلفة ليست سوى لهجات متنوعة للغة المشتركة بيننا جميعاً. و الدليل الأساسي الذي يقدمه تشومسكي على صدق نظريته هو التالي :
يتمكن الطفل من بناء عبارات لغوية سليمة في قواعدها اللغوية و ذات معان ٍ من دون أن يكون قد اختبرها سابقاً أي من دون أن يكون قد سمعها أو تعلمها. و السؤال هو : كيف يتمكن الطفل من فعل ذلك؟
يجيب تشومسكي: إن التفسير الوحيد لهذه الحقيقة هوأن اللغة بقواعدها فطرية في الإنسان أى يولد بها،وبذلك يشـترك كل البشـر بامتلاك قـواعـد لغوية واحدة،لكن من جراء اختبار أنماط لغوية مختلفة في محيطنا نصبح متكلمين بلغات مختلفة، فمَن يسمع العربيةو هو طفل يغدو متكلماًباللغة العربية , أما مَن يختبر أو يستمع إلى اللغة الإنكليزية فيمسي متكلماً باللغة الإنكليزية بدلاً من العربية.فما نختبر من أنماط و ألفاظ لغوية مختلفة في محيطنا يسبب اختلاف اللغات البشرية رغم أنه مجرداختلاف فـي الظاهر.
وبالنسبة إلى تشومسكي القواعد فطرية و عالمية لكن كل قاعدة أو مبدأ لغوي ليس سوى عامل متغير على ضوءما نختبر فبماأن مبادىء اللغةعوامل متغيرة على ضوء ما نختبر في الواقع .
إذن اللغة غير مُحدَّدة و لا بد أن تكون اللغة غير مُحـدَّدة لتكون عالمية فلو كانت اللغة مُحدَّدة لتحددت على ضتوءالظـروف المحيطة بهـا و بذلك لإختلفت بين البشر باختلاف الظروف الطبيعية و الاجتماعية ما يجعل مـن المستحيل أن تكون اللغة عالمية بحيث يشترك كل البشر فى لغةواحدة و على هذا الأساس , اللغة غير مُحدَّدة و إلا لم تكن عالمية.
للمزيد :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق