الأحد، 14 أكتوبر 2018

علم الاجتماع التربوي: مفهومه، ومجالاته، وتطوره، وأهدافه



تعريف علم الاجتماع التربوي:
علم الاجتماع التربويى هو العلم الذي يدرس الظاهرة التربوية من مناحيها المتعددة، وفي إطار تفاعلها مع الواقع الاجتماعي.
مجالات علم الاجتماع التربوي:
يهتم علم الاجتماع التربوي بمسائل, مثل:
1- دورل انظام التعليمى فى الوعى بالقيم الاجتماعية، والثقافية، والتربوية،
2- المحددات الاجتماعية التي تؤثر في تقرير السياسات التربوية وأهداف النظام التعليمي،
3- تأثير المؤسسات الاجتماعية في النظام التعليمي،
4- تأثير العلاقة بين المدرسة والأسرة في التحصيل المدرسي للطلاب،
5- دور النظام التعليمي في الحراك الاجتماعي،
6- أثر الأنماط الثقافية السائدة على النظام المدرسي، والتعلم عن طريق جماعات الأقران، والعلاقات بين أفراد تلك الجماعات،
7- ودور التربية في إعداد الكوادر الفنية لسوق العمل،
8- التحليل الاجتماعي لبنية النظام المدرسي والعلاقات السائدة فيه،
8- ودور النظام المدرسي بصفته أداة للضبط الاجتماعى والضبط، وإعادة إنتاج العلاقات الاقتصادية والاجتماعية السائدة، وتحديد الطبقات الاجتماعية المستفيدة من النظام المدرسي، والتي تتبعه بخصائصها اللغوية والثقافية،
9- دور التربية في عمليات التحديث الاجتماعية.
تطور علم الاجتماع التربوي :
ظهر هذا العلم نتيجة لجملة من التطورات الاجتماعية، منها:
دور النظام التعليمي في ترسيخ الديمقراطية الاجتماعية والتربوية، والحراك الاجتماعي عن طريق التحصيل المدرسي، وإعداد الطلاب للحصول على فرص عمل، وتعزيز دور المدرسة في التنشئة الاجتماعية للطفل.
وتمثل أعمال إميل دور كايم، وماكس فيبر المقدمات النظرية لولادة علم الاجتماع التربوي، وقد تجلى إسهام كل منهما في هذا المجال في كتبه؛ حيث ألف دور كايم (التربية والمجتمع)، و(التطور التربوي في فرنسا)، وأسهم كتاب ماكس فيبر (الأخلاق البروتستانتينية وروح الرأسمالية) في شرح التطور الاجتماعي الرأسمالي في أوربا الغربية، وعرض كارل ماركس الفكر الاجتماعي التربوي بشرح تأثير البنية التحتية وأنماط الإنتاج, وعلاقات الإنتاج على البنية الفوقية كالبناء الثقافي والحقوقي للمجتمع والنظام التربوي والمدرسي السائد، كما ركز على أهمية الموازين الطبقية في العملية التربوية، وعلى قيم كل طبقة اجتماعية وتصوراتها، وانتقد تربية الأطفال بأسلوب الإكراه في المجتمعات الرأسمالية. 
ومهد هؤلاء الرواد لتطور علم الاجتماع التربوي، ومنها ما ذكر في كتاب (علم الاجتماع التربوي) من أفكار دور كايم، وما تم دراسته من تأثير الانتماء الاجتماعي في قوة التحصيل المدرسي، وكذلك الأسرة والتوجيه المدرسي لتلامذة الصف السادس الابتدائي ذلك ما كتبه بول كلارك، ولعل أكثر الأعمال إثارة للاهتمام والجدل هي الدراسة التي قام بها كل من بورديو وبارسون تحت عنوان "إعادة الإنتاج حول نظرية نظام التعليم".
ولعل أبرز الأعمال المهمة التي صدرت في بريطانيا, هو ما قام به فريدريك كلارك حول "التربية والتغير الاجتماعي" الصادر في لندن عام 1940, محللًا تاريخ التربية في المجتمع البريطاني، وداعيًا إلى توظيفها في خدمة الطبقات السائدة.
واهتم باسيل برنشتاين بمسألة العلاقة بين اللغة والانتماء الطبقي, مبينًا أن لغة النظام المدرسي في بريطانيا كانت وما تزال تعكس فكر الطبقات المتوسطة في المجتمع البريطاني، وقدمت مارجريت آرشر في كتابها (الأصول الاجتماعية للأنظمة التربوية) الصادر في لندن في عام 1967 تحليلًا للقوى الاجتماعية, التي أثرت في تطور النظام المدرسي لخدمة مصالحها الاجتماعية والاقتصادية.

وبين فرانك مسغروف في كتابه (المدرسة والنظام الاجتماعي) دور المدرسة في تعزيز التفاوت الطبقي بين طلابها، وأيضًا كتاب مايكل دون المعروف في التربية في بريطانيا, الصادر في لندن في عام 1979، والمعنون تحت اسم (التربية والفقر). 
فالنظام التعليمي في بريطانيا جعل الناس المستفيدين منه قادرين على تحسين ظروف حياتهم المعيشية، وقام جون ديوي بدراسات تربوية واجتماعية, خاصة في كتابه (المدرسة والمجتمع والديمقراطية والتربية) مبينًا أثر الحياة الاجتماعية التقليدية في العمل التربوي، وترك هذان الكتابان أثرًا تربويًّا كبيرًا في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت مؤلفاته إجمالًا مؤثرة في التربية والمجتمع العالمي بالتركيز على الخبرة، والحرية، والديمقراطية، والتعاون بين التلاميذ وأبناء المجتمع. 
كذلك ما ذكره داتون في كتابه (الجوانب الاجتماعية للتربية) في عام 1900, من ضرورة ربط التربية بخبرات الطفل الاجتماعية في المنزل والمجتمع المحلي. 
كما كان لسوزلو فضل استعمال تعبير "علم الاجتماع التربوي" في الولايات المتحدة الأمريكية أول مرة, في عام 1910 في جامعة كولومبيا.
وفي المرحلة نفسها صدر كتاب لسميث (مدخل إلى علم الاجتماع التربوي), الذي عرف هذا العلم بأنه يستخدم نظرية علم الاجتماع, وميادينه في دراسة قضايا التربية ونظرياتها وممارساتها. 
ويطلق البعض على جورج باين لقب "أبو علم الاجتماع التربوي"، فقد أصدر نشرة علم الاجتماع التربوي في عام 1928, التي أصبحت فيما بعد النشرة الرسمية للجمعية الوطنية لعلم الاجتماع التربوي, التي تأسست في عام 1923. 
وفي الستينات والسبعينات من القرن العشرين حصلت أزمة اجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية؛ بسبب البطالة والجريمة والصراعات العرقية، وصدرت مجموعة من الدراسات المهمة حول ديمقراطية التعليم، لعل أشهرها الدراسة المشتركة لكل من باول وجنتس بعنوان: "النظام المدرسي في أمريكا الرأسمالية" الصادرة في عام 1977، وكذلك دراسة إيفان إيليتش الشهيرة بعنوان: "اللامدرسية"؛ حيث حلل كلٌّ من باول وجنتس الطابع الطبقي للنظام المدرسي في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يعزز فرص أبناء الطبقة الغالبة من الطلاب في النجاح الاقتصادي والمادي.
في حين اهتم إيليتش ببيان مساوئ النظام المدرسي وطابعه القهري؛ ولذلك نعتها بهذه التسمية، ودعا إلى التعلم الذاتي والتعلم عن طريق جماعات الأقران التعليمية، وكتب بعد ذلك عددًا من الكتب في الاتجاه نفسه، مدعمًا أقواله بتطور التقنيات ونظم المعلومات وتغيرها؛ مما يؤدي إلى تغيرات اجتماعية تربوية سريعة.

قد بينت بعض الدراسات الصادرة في دول العالم اثالث مسئولية الأنظمة المدرسية في عهود الاستعمار, عن الأمية الواسعة التي خلفتها في تلك المجتمعات بعد استقلالها، وخاصة اقتصار تعليمها على نخب معينة؛ كي تخدم في أجهزتها الإدارية، وكشف باولو فرايري زيف حملات محو الأمية الرسمية في مجتمعات أمريكا الجنوبية، والطابع القهري لمضامين المقررات المعتمدة في تلك الحملات لمحو أمية الفقراء من سكان الأحياء الفقيرة في البرازيل، ودعا إلى تعليم للكبار قائم على توعية الدارسين في صفوف محو الأمية بحقوقهم الاجتماعية والاقتصادية، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم؛ مما يتيح لهم الإسهام في الإنتاج الاقتصادي والثقافى .
وانتشرت أفكار فرايري في أمريكا اللاتينية وبقية أرجاء العالم؛ ولذلك اختير رئيسًا فخريًّا لمؤتمر تعليم الكبار في العالم, الذي عقد في جومتيان في تايلاند عام 1990.
تطور علم الاجتماع التربوي في البلاد العربية:
نشطت في العقد الأخير من القرن العشرين كليات التربية العربية, في تشجيع الطلاب على إعداد رسائل ماجستير ودكتوراه, تناقش مشكلات تربوية معينة؛ كالأسباب الاجتماعية للتسرب المدرسي، ومشكلات التعليم في الريف، وقضايا تتصل بدور التعليم في الحراك الاجتماعي، ويمكن أن يكون هذا التوجه بداية جديدة لتطور البحوث الميدانية, في مختلف ميادين علم الاجتماع التربوي.
موضوعات للدراسة والبحث
علاقة علم الاجتماع التربوى بالعلوم الأخرى والفرق بينه وبين اجتماعيات التربية وعلم الاتماع المدرسى
أهداف علم الاجتماع التربوي
مناهج وأساليب البحث فى علم الاجتماع
أهمية دراسة علم اجتماع التربية للمعلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق