نشرةٌ إخباريةٌ كاملة تُدار بدون تدخل بشري إلا من وراء الكاميرات، الروبوت ينقل الحدث، وهو من يصور باستعمال أحدث تقنيات نقل الصوت والصورة، وهو من يحاور في الاستديو، يُقدم ويُحلل، ويكتب عناوين إخبارية على الشاشات، بل ويعلق كمترجم فوري للضيوف بلغات مختلفة، لا يهم وقت البرنامج، ويختار روبوت أخر الفواصل الموسيقية بعناية فائقة. وقلما تجد إنسان يظهر على الشاشة إلا لبعض المهام المحدودة، وكضيف شرف وسط عدد من الروبوت، هذه هي “صحافة الذكاء الاصطناعي AI Journalism”.التى ستحل محل صحافة المواطن فى المستقبل.
وهناك تقارير صحفية حية من روبوت طائر “ضد الاشتعال ” ينقل مباشرة من داخل حرائق الغابات في كاليفورنيا، وأخر من قاع أحد المحيطات، حيث أعمال التنظيف مستمرة لآلاف الأطنان من النفايات البلاستيكية.
وبالتالى لا حدود جغرافية، ولا قانونية، ولا قيود تضعها الحكومات على حرية نقل الخبر، أو الوصول إلى المعلومات، فالأقمار الصناعية و “الروبوتات ” جاهزة في أي وقت، تصل لأي مكان. و فى وقت أسرع عشرات المرات من وسائل التواصل الاجتماعي، كما أنها ستكون أكثر دقة، وأكثر تفصيلًا في نقل الأحداث.
وقد بدأت وكالة رويترز للأخبار بالفعل أولى الخطوات في تمكين تقنيات الذكاء الاصطناعي من أداء مهام معينة في صناعة الخبر، فقد تم بناء “غرفة الأخبار الإلكترونية” تسمى ” Lynx Insight” حيث يتم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي من قبل الصحفيين في تنظيم الأخبار وجمعها من مصادر الإنترنت ، واقتراح الأفكار ، وتحليل البيانات ، وكنابة بعض الجمل إذا لزم الأمر .
إن تمكين الذكاء الاصطناعي من تلك الصناعة، وتوفير أدوات عديدة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد، وتقنية الواقع المعزز، والبلوك تشين، والتى تواكب تقنيات الثورة الصناعية الرابعة . سيكون له تأثيرًا كبيرا على صناعة الإعلام خلال العقدين القادمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق