السبت، 2 مارس 2019

تدريب طلابنا على أساليب التفكير التحليلى والمنطقى يجنبنا الصراعات الفكرية فى المستقبل



يؤكد زكى نجيب محمود على ضرورةاستخدام أسلوب التفكير المنطقى والتحليلى فى تحديد اختلاف الرأى حول مشكلة بعينها من حيث جوانبها وأبعادها. إذ يرى أن لمثل هذا الإختلاف فى الرأى صورا أربعة واحدة منها فقط يمكن أن توصف بأنها صراع فكرى أما الثلاثة الأخرى تعتبر أقرب إلى التعاون والتكامل بين مختلف الأطراف منها أن تكون صراع وهذه الصور الأربعة هى :
- أن يكون الاختلاف على طريقة الحل .
- أن يكون الاختلاف فى الصياغة اللفظية وحدها لحل المشكلة،أى حول طريقة الصياغة اللفظية للحلول.
- أن يوجد حلان أحدهما يحل جانبا من المشكلة ، والآخر يحل من المشكلة جانبا آخر ، ولذا أولى لنا أن نجمع الحلين فى صيغة واحدة ، فالحلان لايتعارضان بقدر مايمكن لهما أن يتعاونا معا على الحل الصحيح .
- وأخيرا هناك حالات من اختلاف الرأى نرى فيها أن السؤال المطروح للجواب هو فى الحقيقة مشكلتان دمجتا معا فى سؤال واحد ، وهنا تأتى إلينا إجابتان من ناحيتين محتلفتين ، كل منهما تجيب على إحدى المشكلتين ، وهذا أيضا لايعتبر صراع بل تكامل ، إلا أنه يراعى آلا تجيئ الحلول حول هذه المشكلات متعارضة أو متناقضة مع العقيدة وشريعتها .
كما يرى زكى نجيب محمود أن هذا التطرف فى الفكر يكمن فى اختيار الفرد مسلكا فكريا أو عقائديا مع إلزام الآخرين بالإنخراط معه تحت سقف فكرى واحد ، ولكن إذا أدركنا عن فهم واضح أن النتيجة التى تبنى على مبدأ اختاره من اختاره ، لاتنقضها فكرة أخرى تقوم على مبدأ آخر اختاره لنفسه فرد آخر ، لرأينا أنهما لا تتناقضان ، لأنهما مستقلتان إحداهما عن الأخرى ...إذ أن التناقض يكون فى البناء الفكرى الواحد ، حين تأتى نتيجة لاتترتب على مبدأ أو فرض مسبقا وعلى هذا الأساس فلا تناقض بين العقائد الدينية إذا اختلفت نتيجة لاختلاف نقطة البدء ، ولاتتناقض بين المذاهب السياسية إذا اختار كل مذهب منها مبدأ يبدأ منه تفكيره غير المبدأ أو المبادئ التى فرضها أصحاب المذاهب الأخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق