الثلاثاء، 13 فبراير 2018

الفلسفة كمدخل للنهوض بالمجتمعات وتقاربها فكريا للحد من الصراعات بينها Philosophy and its role in the grandeur of conflicts


يشهد التاريخ على ارتباط الحضارة بالفلسفة وتراجعها بتراجع الفلسفة، ولقد كانت الفلسفة في اقترانها بالحضارات وليدة روح عصرها؛ إذ كان لكل عصر أسئلته الكبرى التي ُتركت للفيلسوف كي يجيب عنها، وبذلك فإن الفلسفة تبدو كحركة للوعي أو العقل النقدي الذي يطور نفسه باستمرار في ضوء ما يطرحه ويفرزه الواقع من تساؤلات باعتبار أن التفكير الفلسفي هو تفكير نقدي يبني على التساؤل، ويعزز القدرات النقدية في التفكير وإعمال العقل، خاصة في عالم اليوم ، فالفلسفة تقف وراء كل تطور في مجال العلوم الإنسانية، ومن ثم وراء الفكر والثقافة في مجتمع ما. ولهذا نجد الجامعات في العالم المتحضر حافلة بأقسام الفلسفة، بل بكليات خاصة بالفلسفة. كما أننا نجدها حاضرة في سائر تخصصات العلوم الإنسانية، وحتى في تخصصات العلوم الطبيعية ، كما نجد أن للفكر الفلسفي حضورا قويا خارج المؤسسات، بفضل تنامي المقاهي الفلسفية، والجامعات الشعبية، وتغلغل الفلاسفة الجدد (فيما يشبه نجوم الفن) إلى وسائل الإعلام، فى الدول المتقدمة. وتنامى الاهتمام بتدريس الفلسفة للأطفال ولاسيما مع اختراق الأصوليات الجديدة العديد من المجالات مثل الأصولية النيوليبرالية (الرأسمالية ونظام السوق الحرة)، والأصولية الدينية من خلال التركيز على تطوير ثقافة السؤال في المدرسة للأطفال على منوال منهج المناقشة السقراطية (التوليد) بين التلاميذ، مع مناقشة للمشاكل العالمية: البيئة، الفقر، اللامساواة. على أن تكون المناقشة حرة، شريطة استحضار النقد والدليل والحجة.علاوة على إنشاء مراكز لتعليم الفلسفة للأطفال مثل الأرجنتين ، وإنشاء معاهد لتدريب المعلمين على تدريس الفلسفة للأطفال مثل البرازيل، بينما تم دمج تجربة تدريس الفلسفة للأطفال في المدارس الابتدائية فى استراليا، أو من خلال بعض المبادرات منها مبادرة البحث الألمانية - اليابانية (DJFPK) التى تخص تدريس الفلسفة للأطفال، والتى انطلقت في أغسطس (آب) من سنة 2006 ، وذلك بغرض تقريب المفاهيم الانثربولوجية عند أطفال اليابان والألمان معا أى بين الشرق والغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق