الأحد، 3 ديسمبر 2017

رفاعة الطهطاوي رائد التنوير في العصر الحديث






ولد رفاعة الطهطاوي عام 1801 وتوفي عام 1873، بدأ تعليمه في الأزهر، ثم سافر إلى فرنسا عام 1826 في بعثة تعليمية أرسلها محمد علي، ومكث فيها خمس سنوات، ألّف بعدها كتابه الشهير "تخليص الإبريز في تلخيص باريز"، الذى يعد من أهم الكتب العربية التي وضعت خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، وقد كتبه الطهطاوي بعدما رشحه الشيخ حسن العطّار إلى محمد علي باشا حاكم مصر آنذاك بأن يكون مشرف على رحلة البعثة الدراسية المصرية المتوجهة إلى باريس في فرنسا، ليرعى الطلبة هناك، ويسجل أفعالهم. وقد نصح المدير الفرنسي لهذه الرحلة رفاعة بأن يتعلم اللغة الفرنسية، وأن يترجم مدوناته في كتاب، وبالفعل أخذ الطهطاوي بنصيحته، وألف هذا الكتاب الذي قضى في تأليفه تدوينًا وترجمةً خمس سنوات. فأخرج لنا عملًا بديعًا، يوضح ما كانت عليه أحوال العلوم التاريخية والجغرافية والسياسية والاجتماعية في كل من مصر وفرنسا في هذه الفترة.
عمل بعد عودته في الترجمة من الفرنسية إلى العربية، لتطوير مناهج الدراسة في العلوم الطبيعية، والقوانين والتشريعات، وأهم المصادر في الفلسفة والتاريخ والعلوم، وأنشأ وأدار مدرسة الترجمة عام 1835 ثم صارت مدرسة الألسن، وتحولت مدرسة الألسن إلى مؤسسة تعليمية متخصصة بالترجمة، في مجالات المعرفة والعلوم، وتعليم الاقتصاد والمحاسبة والإدارة والعلوم السياسية.
وقد نفي إلى السودان عام 1850، وهناك ترجم مسرحية "تليماك": لـ فرانسوا فنلون، ثم عاد إلى مصر عام 1854 مواصلاً عمله في الترجمة والتدريس وإدارة التعليم والثقافة، وألف كتباً، مثل: "مباهج الألباب المصرية في مناهج الآداب العصرية"، و"المرشد الأمين للبنات والبنين"، و"القول السديد في الاجتهاد والتجديد"، و"تعريب القانون المدني الفرنساوي ، كما أدار وأشرف على طبع كثير من المخطوطات التراثية العربية، فطبعت عيون التراث العربي على نفقة الحكومة، مثل تفسير الرازي ومقدمة ابن خلدون، وخزانة الأدب للبغدادي، ومقامات الحريري، وأسس وأدار صحيفة الوقائع المصرية، ومجلة روضة المدارس، وكانت خلاصة مشروعه الفكري والتعليمي ومعه عدد من الرواد حوالي ألف كتاب مؤلف ومترجم أنجزت في أربعين عاماً.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق