الأحد، 24 ديسمبر 2017

تبعية التعليم فى عهد الاحتلال ....من وزارة المعاف إلى وزارة الداخلية


كانت أولى محاولات بريطانيا لاحتلال مصر عام 1807، وذلك عندما أرسلت حملة فريزر، إلا أنها هُزمت أمام المقاومة الشعبية.
وفى عام 1882 انتهزت بريطانيا فرصة أحداث الثورة العرابية لاحتلال مصر تحت ذريعة تأمين استثماراتها والديون المتراكمة من عصر الخديوي إسماعيل التى زعزعت حكم الخديوى توفيق.
ومنذ عام 1882 عمل الإنجليز على محو العقول نهائياً و إبادتها كى لا تقوم لمصر قائمة على مدار أربعة وسبعين عاما تقريبا حتى جلاء آخر جندى انجليزى فى 18 يونيو 1956 .
وعلى اللاغم من أن التعليم قد شهد مع بداية عهد الاحتلال إنتشار ا إلى حد ما فقد ارتفعت ميزانية التعليم من 81 ألف جنيه عام 1890، إلى 305 ألف جنية عام 1906 بحسب دراسات تاريخية.
إلا أنه لم يكن هذا الإرتفاع فى عدد المدارس و التوسع فى التعليم من أجل النهوض بالدولة المصرية بل كان لهدف تخريج موظفين للإحتلال البريطانى .

و لذلك كان التعليم فى عهد الاحتلال و بدايته تابعا لوزارة الداخلية، فتبعية التعليم للداخلية كان هدفه هو اعتبار التعليم أداة لحفظ النظام كقوة البوليس مثلا، وتخريج الموظفين الطيعين للإدارة والذىن كان عددهم محدودا، أى أن المدارس الإبتدائية والثانوية والعالية كانت تفتح و توصد أبوابها حسب الحاجة،ونظم الامتحانات التى كانت تزداد فى صعوبتها و سهولتها حسب الحاجة إلى تخريج الموظفين ، وكذلك قيمة المصروفات زيادة أو نقصا حسب الحاجة أيضا.
كما الغيت المجانية وزادت مصروفات المدارس الثانوية، واقتصر القبول بالمدارس على أبناء القادرين الذين يستطيعون دفع المصروفات فهو تعليم للخاصة لا للعامة ومن ثم أصبح التعليم الثانوى والعالى قاصرا على طبقة اجتماعية معينة بعد ما كانت الكفاءة والاستعداد الشخصى هما معيار اختيار التلاميذ فى المدارس قبل عهد الاحتلال البريطانى، ففى عهد محمد على وإسماعيل كان التعليم بالمجان داخلي فى جميع المدارس، ثم تمر أربعة عقود من الحكم البريطانى لتكون نسبة الأمية 92% بين الذكور، و 98% بين الإناث.
وكان من الطبيعى أن تقل المخصصات المالية للبعثات التعليمية تدريجيا حتى كادت تتوقف تماما فى السنوات العشر الأولى من الاحتلال، وإذا كانت البعثات استمرت تحت ضغط الحركة الوطنية فقد قلت أعداد المبعوثين بما لايتجاوز العشرة طلاب.
واتجهت البعثات إلى بريطانيا بعد أن كانت تتجه إلى فرنسا، لذلك أصبح تعريب التعليم مطلبا أساسيا من مطالب الحركة الوطنية وحققت الدعوة إلى التعريب بعض النجاح فبدأ منذ عام 1907 تعريب التعليم فى مدرسة الفنون والصنائع ومدرسة الزراعة، وبدأ التعريب فى مدرسة الحقوق عام 1910 ، وبدأ التعليم التجارى عربيا وتأخر تعريب التعليم فى مدرستى المعلمين والمعلمات إلى ما بعد ثورة 1919 وفشلت الدعوة إلى التعريب فى مدارس المهندسخانة والطب والصيدلة والطب البيطرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق