فى اليابان توجد مؤسسات للاطفال تسمى (هويكو ـ جو) (الحضانات النهارية) وعلى الرغم من انها تندرج تحت تصنيف مؤسسات الرعاية الاجتماعية الا انها تخدم ايضا كمؤسسات تعليمية لمرحلة ما قبل المدرسة وتقبل هذه الحضانات الاطفال من بعد ولادتهم مباشرة الى سن الخامسة بما في ذلك هؤلاء الذين في حاجة الى رعاية اجتماعية, ويتم عادة اعطاء الاطفال البالغين من العمر ثلاث سنوات او اكثر والمقيدين في تلك المؤسسات دروسا مماثلة لتلك المتاحة في رياض الاطفال. وتدار معظم الحضانات النهارية عن طريق الحكومات المحلية. ويبدأ اليوم المدرسي في رياض الاطفال في الثامنة والنصف صباحا حيث يفتتحون يومهم بفترة من اللعب الحر, مع اشراف محدود من مدرستهم التي يمكن ان تساعدهم في تصميم بناء القلاع الصغيرة او في نحت التماثيل واللعب في صناديق الرمال او تشاركهم اللعب في الارجوحات بالمدرسة او في بعض الاجهزة الاخرى المنتشرة حولها او قد تشاركهم في الكثير والعديد من اوجه النشاط الاخرى. وتنتهي فترة اللعب الحر هذه في منتصف الصباح وبعد ان يعطى الاطفال فترة قصيرة يذهبون فيها الى دورات المياه يدعون الى اجتماع تحضره مديرة المؤسسة لتحية الاطفال, وتغني احدى الاغنيات المدرسية, ويعقب عمل مدرسي جاد بواسطة المدرسات, وبعد تناول طعام الغذاء يمنح الطلاب نصف ساعة للعب الحر وبعد لحظات يجمعون حاجاتهم وينظفون حجرات دراستهم ويعودون الى منازلهم في الواحدة ظهرا,
من الملاحظ ان جميع المدرسات في دور الحضانة ورياض الاطفال حاصلين على مؤهلات عليا, ان لم يكن حاصلين على دراسات عليا. وهذه التجربة تعنينا نحن العرب, فلقد حققت اليابان التحديث ، وبالاضافة الى أن اليابان تمثل طليعة قوة بشرية حضارية هائلة جديدة توشك ان تستلزم زمام القيادة العالمية من الجنس الابيض وهي قوة شرقية ليست لها اطماع بالنسبة لنا... وقد عاش مسلمو الشرق الاقصى مع جيرانهم هناك معظم عصور التاريخ في وئام وتعاون ويعزي البعض هذا التقدم الهائل خلال ثلاثة عقود من السنين الى النظام التربوي الشامل. وبصفة عامة يمكن القول بأن ادارة التعليم تتقاسمها الحكومة القومية والحكومات المحلية بالاضافة الى مساهمة القطاع الخاص في التعليم وبالذات في مدارس رياض الاطفال حيث يبلغ عدد الاطفال في رياض الاطفال الخاصة حوالي 2 مليون طفل والمدارس الحكومية حوالي 537 ألفا وذلك بنسبة 88% من مجموع اطفال هذه السن, وبذلك كانت اليابان رائدة في هذا النوع من التعليم ليس في آسيا فقط بل في العالم كله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق