مع نهاية القرن السابع عشر انتهت مرحلة من تاريخ الپرتغال السياسي والثقافي والأدبي، وبشّرت ولادة القرن الثامن عشر بمرحلة أخرى شهدت دخول الفكر التنويري إلى ثقافتها وأدبها على يد نخبة من المثقفين الذين قدموا إلى لشبونة من مقاطعات مختلفة، من بين هؤلاء الذين أثروا في الحياة الثقافية يُذكر اسم لويس انطونيو فيرني (1713-1792) Luis António Verney الذي عارض الروح الجامدة السائدة في التعليم آنذاك ، وأراد عمل إصلاحاً ثقافياً كاملاً وأثار حول ذلك جدلاً حيوياً يعد الأهم في هذا القرن، فقد قدم نقداً عنيفاً لطريقة التعليم اليسوعية التي تقوم على البلاغيات الفارغة، ودعا إلى برنامج تعليمي جديد يقوم على دراسة عقلية للحقائق الواقعة مع استخدام المنهج التجريبي، ولهذا فإنه نادى بالاهتمام بالعلوم الطبيعية. وفي ميدان الطب طالب
باستخدام التطبيق العملي بدلاً من النظريات التي لم تعد تلائم العصر. كذلك نقد فيرني بشدة ما كان يعمد إليه المربون من تملق للمؤلفين الكلاسيكيين، كما دعا إلى دراسة اللغات الأوربية وآدابها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق