للتمثيل المسرحي تأثير إيجابي على نمو الشخصية. وهذا ليس بجديد، فقد اكتشفه بالفعل كل منجوته وشيلِّر. إلا أنه أصبح للمسرح دور ذو أهمية متزايدة في تدريس اللغات الأجنبية، سواء من خلال التمثيل الصامت أو الصور الثابتة، أو حتى من خلال العروض المسرحية الكاملة التي تُقام بالمدارس.
تستند التدريبات التربوية المسرحية في معظم الأحيان إلى أسلوب الاقتران بالحركة وهو ما يعزز من القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات ، لأن وجود الحركة في الذاكرة كافٍ في حد ذاته لتنشيط وتفعيل المضمون.
النشاط الأدائي دور محوريّ في إطار التعليم والتعلُّم بالمدارس. وبالتالي فإن الجانب البدني للمعلمين وللمعلمات وكذلك للتلاميذ والتلميذات يلعب دورًا بارزًا في الفصول الدراسية باعتبارها ساحات أدائية. وينبغي في هذا الصدد أن يكون كل من الأداء والإدراك عنصرين مكلمين للعمليات المعرفية..." فالممارسة التربوية المبتكرة تنشأ من خلال التفاعل مع الفنون الأدائية
كما يساعد الممثل على التحكم في جسمه على نحو أكثر وعيًا من خلال الخبرة المسرحية التي اكتسبها، كما أصبح يتصرف بقدر أكبر من الهدوء والصفاء في بيئته الاجتماعية،و تنمية مهاراته اللغوية من خلال تدريس التربية المسرحية.
بالإضافة إلى أنه يؤدى إلى حث الجمهور على التفكير النقدى لأن "خشبة المسرح هي بمثابة العالم" على حد قول شيلر .
إنها ثقافة تعليم وتعلُّم جديدة تسلِّط الضوء على العنصر البدني، ولكنّ قدرتها على فرض نفسها على مدى السنوات والعقود القادمة ستكون بالطبع رهنًا للظروف الثقافية والمؤسسية.
لنستشهد بشيلِّر مجددًا، الذي سلَّط الضوء على أهمية الخيال بالنسبة للإنسان، ولنتخيل مثلًا أن المعلمين والمعلمات يتجهون على نحو متزايد نحو تصميم حصصهم الدراسية بأذهانهم وقلوبهم و حواسهم ، ويثقون بذلك في
قدرتهم الإبداعية ومن ثم يساهمون في خلق عوالم
متجددة ومبهرة على خشبة المسرح البسيطة المتمثِّلة في الحلقات والفصول الدراسية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق