إن ما فعله المنتخب الآيسلندي غير مألوفٍ لأحد، فالمنتخبات التي تملك كثافة سكانية صغيرة مثل آيسلندا في قارة أوروبا لم تكن نتائجها طيبةً في التصفيات،
ومن ناحية أخرى، فإنّ المنتخب الآيسلندي لا يملك تاريخًا مميزًا في كرة القدم، بل إنّه منذ 6 سنوات لم يكن حتى يُصنف ضمن قائمة أفضل مائة منتخب في العالم حسب تصنيف إيلو، والذي يملك دقةً أكثر في التصنيف من الفيفا.
ويبقى السؤال المطروح بقوة: كيف تمكن المنتخب الآيسلندي بهذه الإمكانيات القليلة، في بلد لا يظهر ضوء الشمس فيها إلّا أربع ساعات في الشتاء، أن يقوم بعمل هذا الإنجاز؟
لذلك قرر الاتّحاد الآيسلندي البدء في مشروع جديد في عام 2000، وهو عمل ملعب في أماكن مغلقة للتغلب على مشكلة المناخ ، بنفس مواصفات الملاعب التقليدية، واليوم تملك آيسلندا سبعة ملاعب من هذا النوع.
في عام 2003 قرر الاتحاد الأوروبي البدء في مشروع “هاتريك”، والذي يهتم بتطوير الأراضي العشبية، واستفادت آيسلندا من هذا الأمر بصورة جيدة، حيث بدأ تنفيذ المشروع هناك، وتجهيز الأراضي تحديدًا في المدارس، فأصبحت آيسلندا تملك خليطًا من الملاعب المفتوحة والمغلقة.
ويبدأ بتعليم وتدريب الأطفال على كرة القدم من سن الرابعة، حيث يكون لديه مشرفًا خاصًا به، وقد نجح هذا النظام بالطبع في إنتاج الجيل الذي بحث عنه المنتخب الآيسلندي كثيرًا، جيل يملك القدرة على المثابرة مع المهارة، وأكبر دليل على هذا الأمر اللاعب “غيلفي سيغوردسون” الذي يلعب في الدوري الإنجليزي، والمنتقل حديثًا هذا الصيف إلى إيفرتون بمبلغ 45 مليون جنيه إسترليني “60 مليون دولار.
أيضًا جميع اللاعبين الـ25 في تشكيلة المنتخب الآيسلندي محترفين خارج البلاد، ويلعب ستة لاعبين منهم في الدوري الإنجليزي، واثنان في الدوري الألماني.
ومن المثير في منتخب أيسلندا، عكس كل المنتخبات المشاركة في مونديال روسيا، أنه منتخب المتعلمين، حيث يضم بين صفوفه خمسة لاعبين أطباء، كما أن مدربه هيمير هالجريمسون يمارس مهنة طبيب أسنان ، أماحارس مرماه مخرج سينمائي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق