من العوامل الأساسية لنجاح الاقتصاد الألماني هو إعداد والتكوين المستمر للكفاءات المتخصصة. ففي كل عام يتوافد نحو مائة ألف مهندس ومتخصص في العلوم الطبيعية على سوق العمل، قادمين من الجامعات والمعاهد التقنية الألمانية والتي يزيد عددها على المائتين موزعة على مختلف مدن ألمانيا. كما أن النظام التعليمي الألماني يقوم على دمج الجوانب النظرية بالتطبيقية، معتمداً بذلك على نظام التعليم الحرفي في القرون الوسطى، ما يضمن للطالب والمهندس لاحقاً أن يكون ملمّا باختصاصه من جميع الجوانب.
وهكذا يحصل سوق العمل على أجيال من الكفاءات المتخصصة، تستفيد منها على وجه الخصوص الشركات الوسطى التي تعد عماد الاقتصاد الألماني. والشركات المتخصصة هي تلك الشركات التي لا يزيد عدد العاملين فيها عن 500 عامل. ويبلغ عددها في ألمانيا نحو 3 مليون شركة، أي ما نسبته 99 بالمائة من مجموع الشركات في البلاد، وغالبيتها تديرها عائلات منذ أجيال.
هذا ما جعل القطاع الصناعي في ألمانيا يشكل 26 بالمائة من مجموع الإنتاج الاقتصادي، "فالعائلة هى المالكة للشركة ، بينما في بريطانيا باتت الشركة مطروحة في سوق رأس المال، وربما استولت الشركات الكبرى على الأسهم. وفي وقت ما أغلقت مصانع الشركة في بريطانيا، أونُقلت إلى مكان آخر خارجها".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق