مع زيادة الوعي بما يوصف بأنه “اضطراب نقص الطبيعة” (Nature Deficit Disorder) – وهي عبارة تشير إلى تراجع المعدلات الزمنية التي يقضيها الأطفال في الأماكن الطبيعية، مما يؤدى إلى إصابتهم بالعديد من المشكلات السلوكية – بدأت أعداد متزايدة من المدارس في اللجوء إلى الأماكن البرية والبيئات الزراعية لاستخدامها كبيئة تعليمية.
على إثر هذا المفهوم، انتشرت ما يُعرف بـ “مدارس الغابات” (Forest Schools) – التي تستخدم فلسفة تعليمية ترتكز على العودة إلى الطبيعة، وترى فيها خطوة حاسمة صوب الارتقاء بمستويات الصحة النفسية والعقلية والجسدية لدى الأطفال والبالغين، كما ترى هذه الفلسفة أن اكتساب الخبرات من الطبيعة يساعد على غرس مشاعر الثقة بالنفس، وتعزيز القدرة على التعلم.
ظهر هذا النوع من التعليم لأول مرة في ولاية ويسكونسين عام 1927، وانتشر منها إلى اسكندنافيا والمملكة المتحدة، حيث أصبح من أكثر أنواع التعليم رواجا. ففي الدنمارك – على سبيل المثال – أصبحت هذه الفلسفة جزءا لا يتجزأ من المناهج الدراسية التي تدرس للأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة (أقل من سبع سنوات)، حيث أثبتت هذه الخبرة أن الأطفال الذين التحقوا برياض الأطفال في الغابات يصلون إلى سن المدرسة وهم يتمتعون بمهارات اجتماعية فائقة، فضلا عن قدرتهم على العمل ضمن مجموعات على نحو فعال. وبشكل عام، يتمتع هؤلاء الأطفال باحترام عميق للذات، وثقة عالية في قدراتهم الخاصة.
في المملكة المتحدة، انتشرت “مدارس الغابات” بشكل غير مسبوق في تسعينات القرن الماضى.
حيث استخدام المنهج الطبيعي كجزء من المناهج الدراسية. وفي أقل من عشرة أعوام تضاعفت أعداد هذه المدارس في بريطانيا، حتى بلغت عام 2006 أكثر من 140 مدرسة.
وفي ولاية فيرمونت الأمريكية تأتي “مدرسة الجذور” (Roots School)، التي تقوم على مبدأ “إصلاح الجذور من خلال المهارات التقليدية”، كأحد نماذج تعليم الغابات؛ حيث تتيح للأطفال والبالغين فرص تعليم يقوم على الاعتماد على الذات في المناطق البرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق