منذ ثورة الصين بقيادة ماو سي تونج في عام 1949 ، أصبح التعليم أداة أساسة فى دمج البعد الاجتماعى فى عملية التنمية بكافة أبعادها ، ولذلك ركزت سياسات إصلاح التعليم فى الصين على إلزامية التعليم ومجانيته بحيث يصبح حق لكل مواطن بعد أن كان التعليم قاصرا على فئة بعينها من أبناء الأسر الإقطاعية ، مع إعداد قوى عاملة مدربة ماهرة تفي بحاجات الأهداف التنموية للشعب الصينيعلاوة على تحديث العملية التعليمية على أساس علمي و عملي من خلال التعديل والتطوير في الأهداف والوسائل والأساليب فى ضوء فلسفة الدولة مع الأخذ فى الاعتبار العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، مع إيجاد أنواع متعددة من الدراسة: مثل الدراسة الليلية، والدراسة بالمراسلة أو من خلال برامج الراديو والتلفزيون، بالإضافة إلى قيام وزارة التعليم في هذه الفترة بالتوسع في إنشاء المعامل المدرسية وإنتاج الأفلام التعليمية ، مع تدريب المعلمين على استخدام التكنولوجيا الحديثة فى إطار مبادرة " التعليم عبر الوسائط الإلكترونية" Kبالإضافة إلى تربية الدارس على الوعى بمسئوليته وبدوره الاجتماع
و شملت سياسة الإصلاح التعليمي المناطق الريفية خصوصاً وأن حوالي 87% من سكان الصين يسكنون المناطق الريفية، ورأت الحكومة الصينية ضرورة دعم التعليم في الريف الصيني مع توفير الأجهزة التعليمية اللازمة ، كما تبنت الحكومة الصينية برنامجاً لإنشاء المكتبات بالمدارس الريفية حتي تصبح الكتب في متناول جميع الطلاب والمناطق الريفية.
وأولت الحكـومـــــة اهتمامــاً لتنمية التعليم في المناطق النائية والفقيرة، بالإضافة إلى المناطق التي تسكنها الأقليات القومية ، من خلال برامج مساعدة الفقراء والمتسريين من التعليم على الالتحاق بالمدارس،
ففي عام 1989 قامت مؤسسة الصين لتنمية الشباب بإنشاء مشروع الأمل في بكين وهو يقوم بتقديم منح مالية طويلة الأجل للأطفال الذين تسربوا من التعليم في المناطق الفقيرة.
كما تم إنشاء مدارس خاصة للمعاقين ووضعت مناهج دراسية تتواءم وظروفهم ، وبنهاية عام 1995 كانت الصين قد أنشأت 1379 مدرسة للمعوقين.
أما فى عام 1995م استطاع مشروع الأمل جمع 690 مليون يوان مقدماً بذلك مساعدات مالية إلى 1.25 مليون طفل ليكملوا تعليمهم الأساسي، وتمويل بناء 2000 مدرسة ابتدائية تابعة للمشروع،
وفى الخمسينيات تم إنشاء مدارس خاصة لمحو أمية النساء وهي تنقسم إلى نوعين: الأولى مدارس الشتاء وهي تعمل خلال فترة الشتاء فقط، والثانية مدارس القرية. وخلال عشرة أعوام تم محو أمية 16 مليون امرأة، مشكلات بذلك أول جيل من النساء العاملات اللاتي تم محو أميتهن.
كما قامت «منظمة كل نساء الصين» في عام 1989 بإشراك الريفيات في أنشطة «تعلم ونافس» التي يتعلمن من خلالها القراءة والكتابة وبعض المهارات الزراعية ثم يتنافسن مع بعضهن البعض بمنتجاتهن التي طبقن عليها ما تعلمنه من تكنولوجيا الزراعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق