تتولى السلطات المحلية الإشراف المبار على جميع الأمور التنظيمية المتعلقة بالتعليم، وتوجد في فنلندا حسب آخر الإحصائيات 336 بلدية، منها 108 مدن، وهناك اختلافات كبيرة بين مساحات كل بلدية وعدد سكانها.
يوجد في فنلندا ما يقرب من 3000 مدرسة شاملة تضم 550،000 طالب. وفي الواقع، تقع مسؤولية تنظيم عملية التدريس فيها على عاتق هذه البلديات. في واحدة من أهم النتائج خلصت دراسة بيسا (PISA) إلى أنه من بين كافة الدول المشاركة، تتمتع فنلندا بأقل قدر من الاختلافات بين المدارس.
أما مبدأ المدارس المحلية، فيعني أن يلتحق جميع الأطفال والشباب تقريبًا بالمدارس القريبة من محل سكنهم، ومن ثم يقطع ذلك المبدأ الطريق على التقسيمات التي تعتمد على الوضع الاجتماعيّ للأسرة. وبما أن المدارس تتميز بكفاءة عالية، نجد الآباء راضين عن المدارس المحلية بصفة عامة، ومن ثم لم تتأسس مدارس خاصة بالصفوة بجانب المدارس المحلية الشاملة. بيد أنه هناك القليل من المدارس الخاصة في بعض الأماكن، والتي ينبغي أن تحصل على ترخيص. تتلقى تلك المدارس تمويلاً ماليًّا من الدولة أيضًا، وتتبع المناهج الدراسية الوطنية، كما أنها ملزمة بقبول تلاميذ من المنطقة التي توجد بها.
وتمول البلديات كذلك انتقال الطلاب، الذين يعيشون في مناطق بعيدة بحيث لا يستطيعون الذهاب إلى مدارسهم سيرًا على الأقدام أو باستخدام وسائل النقل العام.
وبالتالى فإن الحكومة المركزية لا تصدر أي تعليمات مباشرة إلى المدارس، بل تتولى وضع الأطر القانونية اللازمة، ثم تتولى البلديات التوصل إلى آليات تطبيقها بما يتناسب مع الأوضاع السائدة في كل منها، وبالتعاون مع المدارس، وكل ما يصدر من قوانين ملزمة، يكون معنيا بحقوق الطالب في المقام الأول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق