مكانة المعلم في فنلندا لا نظير لها في أي دولة أوروبية، ورغم الراتب المتوسط للوظيفة، فإنها تحظى
في المجتمع بتقدير يعادل مكانة الطبيب أو القاضي، ولا يقلل من شأنها أن معلم الصف مثلاً، لا يجد فرصًا كثيرة للترقي، ويبرر البعض الإقبال على الوظيفة، بأن من يدرس هذا التخصص في الجامعة يعرف تماما عمله المستقبلي، على عكس الكثير من التخصصات الدراسية التي لا يعلم الخريج ما نوعية العمل التي سيمارسه بعد ذلك، لذلك فإن وضوح المسار المستقبلي للوظيفة وضمان استمراريتها ربما يكون هو أحد أسباب شعبية هذه الدراسة، خاصة بين الفتيات.
وقد تطلب تطوير التعليم في الفترة من 1970 - 1974م ، إعادة صياغة مناهج إعداد المعلمين، وحصل المعلمون لأول مرة في عام 1979م، على شهادة جامعية بدرجة الماجستير لبرنامج متكامل لإعداد المعلمين.
علاوة على اعادة صياغة مناهج إعداد المعلمين، وبالتالى حصل المعلمون لأول مرة في عام 1979م، على شهادة جامعية بدرجة الماجستير لبرنامج متكامل لإعداد المعلمين.
كما حرصت البرامج الأكاديمية لإعداد المعلمين على ترسيخ مبدأ المعلم الذي يجيد البحث العلمي، والقادر على تطوير معارفه باستمرار، وتطبيق النظريات العلمية في طريقة تدريسه في الصف، وكان مطلوبًا من الجامعات أن ترفع المكانة العلمية للمعلم، بحيث لا تقل عن المكانة العلمية لخريجي كلية الطب أو لخريجي القانون،
وتوجد في فنلندا عشر كليات لإعداد معلمي الصف، أي الذين يقومون بالتدريس للصفوف الأول حتى السادس الابتدائي، وهناك معلمون متخصصون في مواد بعينها، للتدريس في الصفوف السابع حتى التاسع من المرحلة الابتدائية، وأخيرًا هناك معلمون للتدريس في المرحلة الثانوية، أي ما يعادل الصفوف العاشر حتى الثاني عشر.
بالرغم من أنه يتم تقرير المناهج وأهداف التعلم على المستوى الوطنيّ، فبإمكان المعلمين اختيار طرق التدريس الخاصة بهم بحرية في الفصول الدراسية.
حيث يتم تفويض السلطة إلى البلديات والمدارس والمعلمين بشكل فرديّ، من جميع مستويات الإدارة التعليمية للتفاعل ومشاركة الملاحظات. وتثمر ثقافة الثقة هذه عن أشخاص – ليسوا فقط معلمين بل خبراء يعتمدون على أنفسهم”، فهم من ناحية على دراية باحتياجات طلابهم وبالفرص المتاحة أمامهم؛ كما أنهم، من ناحية أخرى، يحترمون أهداف المناهج الدراسية الوطنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق