المعروف أن المواطنة لا يمكن توطيدها إلا من خلال رموز ثقافية يمكن أن توحّد الجميع وتبعث في النفوس احترامها وجعلها الاهتمام الأكبر لما يهتمون به، وشارع المتنبي في العاصمة بغداد صار أحد هذه الرموز الوطنية العراقية.
واشتهر شارع المتنبي منذ العصر العباسي كسوق للورّاقين ومكان لبيع المخطوطات، وهو المكان الذي كان الأدباء يحرصون على زيارته لاقتناء ما تطبعه المطابع في العصر الحديث ، فالشارع جذب رواده من المُثقَفين والأدباء والشعراء والموسيقيين والفنانين وكذلك كل المهتمين بالقراءة والمطالعة، حيث يُعد المُلتقى الثقافي الأسبوعي لهؤلاء وتحديداً في بناية القشلة، ليعيشوا على بساطهِ أجواء الفن والموسيقى. وبين أكداس من الكتب التي تمتد على طول امتداد الشارع يتبادل الزائرون الحوارات الفكرية والأدبية الشفافة والحرة البعيدة كل البعد عن الخلافات السياسية والتوجيهية والطائفية التي آذت العراق، وكذلك بعيداً عن المسميات العرقية والدينية التي ليس لها سوق ولا تصغي لها اُذن ولا يُقرأ لها سطر في هذا المَخرج الثقافي السامِي. ويُحسب شارع المُتنبي على أنهُ كنز ثقافي وفكري للعراق وللعالم العربي والعالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق