المدارس السويسرية الداخلية هي في الواقع مؤسسات تقليدية يعود تاريخ بعضها إلى القرن الثامن عشر وتتوارثها عائلات على نمط صناعات الساعات والفنادق السويسرية. وهي تعتمد على النوعية وليس على عدد الطلبة. ولأن بعض هؤلاء الطلبة والطالبات يحملون أسماء مشهورة فإن السرية تطبق بصرامة بحيث لا تفصح أي مدرسة عن هوية الدارسين فيها ولا عن أسمائهم. لعدة أسباب منها الأمن لحماية الطلبة من ناحية، ومعاملة جميع الطلبة على قدم المساواة بغض النظر عن شهرة أو ثروة عائلاتهم، من ناحية أخرى. فالطلبة ينالون التقدير بناء على شخصياتهم وليس بفضل أسمائهم.
وتقع معظم المدارس السويسرية الداخلية على سفوح جبال الألب بالقرب من منتجعات التزلج على الجليد في غرب سويسرا ، وتشتهر هذه المدارس إلى اليوم بالتعليم مزدوج اللغة الذي يلقى إقبالا مستمرا من الأثرياء
ويتكلف العام الواحد في مدرسة سويسرية داخلية من 50 ألف فرنك سويسري إلى 110 آلاف فرنك سويسري (الفرنك السويسري يعادل الدولار الأميركي تقريبا.
وهي مدارس محدودة في حجم الطلبة الذين يتم قبولهم حيث تعتني كل مدرسة بنحو 200 إلى 300 طالب
ويعتبر معهد روزنبرغ هو أحد نماذج المدارس السويسرية التقليدية. تأسس عام 1889 وكان من أول المدارس الداخلية التي تأسست في سويسرا.
عبر السنوات الماضية تعلم في سويسرا أجيال من أبناء النخبة منهم ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس وأمير موناكو الراحل رينييه وملك بلجيكا السابق ألبرت الثاني ووزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري.
وتتعامل المدارس السويسرية برفق مع الطلبة الأجانب وفق ثقافاتهم ولا تسعى لإحراج أي منهم لضعف قدراته اللغوية أو الاستيعابية.
وتعتمد سويسرا سياحيا أيضاً على الطلبة العائدين إليها من أنحاء العالم بعد التخرج من الجامعات لزيارة مدارسهم السابقة والاستمتاع بسويسرا مرة أخرى، كسياح نخبة بقدرات مالية مرتفعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق