قامت " نيتشر إندكس 2017" بتحليل بيانات مخرجات البحوث العلمية من 500 مدينة في جميع انحاء العالم في العام 2016 . وقام على ضوئها بوضع ترتيب للمدن وفقا لمؤشرات البحث العلمي. حيث جاءت بكين وباريس ونيويورك، في المراتب الثلاثة الأولى بـ1693 و1231 و846 نقطة. وتلتها كامبردج (الولايات المتحدة) بـ820 نقطة، وشانغهاي، طوكيو بـ690 نقطة، لندن بـ680 نقطة، بوسطن، سان دييغو، كامبردج (المملكة المتحدة). وتمثل هذه المدن التي حلت في ترتيب العشر الأوائل 17 في المائة%، من إجمالي الناتج البحثي في العالم.
فقد أظهرت أحدث إلإحصائيات أن الصين حققت قفزات هائلة في مجال الإنفاق على الأبحاث والتطوير (أحد المعايير الدولية للمقارنة بين الدول من حيث التقدم) إذ زادت بنحو 20 في المائة خلال الأعوام الماضية. وتنفق الصين حاليا 300 مليار دولار سنويا على الأبحاث والتطوير مقارنة بـ 450 مليار دولار لأمريكا، ومن المتوقع أن يتجاوز إنفاق الصين في هذالمجال أمريكا بحلول عام 2022.
كما أن القدرات العملاقة لشركات التكنولوجيا الصينية قد لعبت دورا مهما ومؤثرا في البورصات الصينية، و فى دفع نمو الاقتصاد الوطني، بل إن قوتها دفعتها لاحتلال مكانة مرموقة بين كبرى شركات التكنولوجيا العالمية. فثلاثة من كبرى شركات التكنولوجيا في العالم صينية هواوي ولينوفا وZTE وتفوقها لا يقف فقط عند حجم المبيعات، وإنما أيضا قدرتها على الابتكار، فوفقا لإيداعات براءات الاختراع الدولية فإن شركة ZTE تعد الأولى دوليا في هذا المجال. فعلى مدار الأعوام الثلاثة الماضية تقدمت بنحو 50 ألف براءة اختراع . وتتخذ هذه الشركات جميعا من مدينة شنزن القريبة من هونج كونج مقرا لها. وهو ما يدفع البعض إلى التساؤل هل ستكون شنزن بديلا أو منافسا قويا لوادي السيليكون الأمريكي؟
إذ أعلن وزير العلوم والتكنولوجيا الصيني أن قيمة العقود التكنولوجية التي وقعت في الأسواق الداخلية بلغت قرابة 100 مليار دولار في حين تصدرت قيمة الإنتاج الكلي من الصناعات التكنولوجية ترليون و600 مليار دولار. الأرقام الفلكية لقدرة الصناعات التكنولوجية الصينية تعززها أرقام مؤكدة أن بكين امتلكت عام 2012 أكبر جيش من الباحثين في العالم إذ بلغ تعداده 3.2 مليون باحث. وكانت دراسة بشأن إنفاق أكبر ألف شركة في العالم على مجالي الأبحاث والتطوير قد قدرت حجم الإنفاق الكلي لتلك الشركات بنحو 638 مليار دولار عام 2013، بزيادة تقدر بـ 5.8 في المائة عن العام السابق.
بالإضافة إلى أن بكين تمتلك ميزة نسبية على الولايات المتحدة - على الأمد الطويل - تؤهلها لأن تحتل المركز العالمي الأول في مجال البحث والتطوير. ويتمثل هذ العامل في دعم الحكومة المركزية في بكين للأبحاث والتطوير ، بما يحقق لها السيادة الاقتصادية عبر الإبداع التكنولوجي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق