نجد الباحثين حين يتحدثون عن التربية يقسمونها إلى قسمين كبيرين:
- قسم يهتم بتاريخ التربية بشكل عام.
- قسم آخر يهتم بتاريخ التعليم في المدارس وهو نوع من تاريخ التربية إلا أنه خاص بالتربية الممنهجة داخل المدارس .
هذا القسم الأخير يقصد به مفهوم الأنظمة التربوية. وذلك حصرا للمجال لأن تاريخ التربية يتسع باتساع أنواع التربية والعوامل المؤثرة فيها وباعتبارها ظاهرة اجتماعية تنضبط لقوانين الظواهر في نموها وتطورها.
من خلال ما سبق يمكن حصر أهمية دراسة تاريخ النظم التربوية في ثلاث جوانب أساسية:
أهمية علمية – أكاديمية
لم يعد النقاش أو الجدال في اعتبار التاريخ أدبا بل علما قائما بذاته وهو ما يسري على تاريخ التربية باعتباره علما من العلوم مما يجعل له قيمة في حد ذاته بغض النظر عن المنافع المرجوة من خلال دراسته.
أهميـة حضاريـة
إن دراسة النظم التربوية عبر التاريخ يدخل ضمنيا في نطاق دراسة حضارات الشعوب والأمم المختلفة ويمكن من التعرف غلى مختلف جوانب رقيها وانحطاطها، مما يجعل تاريخ النظم التربوية مصدرا من مصادر الفعل الحضاري.
أهميـة نفعيــة
- تكمن في استخلاص الدروس والعبر المستفادة من دراسة الماضي باعتباره وسيلة لفهم مختلف الجوانب المتداخلة مع المجال التربوي .
ويمكن الحديث في هذا السياق عن بعض من هذه المنافع:
- التعرف على خصائص النظم التربوية في المجتمعات والعصور وجوانب ازدهارها وقصورها.
- فهم العلاقات بين تطور المجتمعات وارتباطه بتطور نظمها التربوية.
- التعرف على نظرة المجتمعات والدول عبر العصور لنظمها التربوية والعوامل المؤثرة فيها .
- دراسة مدى تأثير النظم التربوية في مسار الدولة والمجتمع عبر التاريخ أو ما يمكن تسميته ب" سوسيولوجا المدرسة"
- فهم وتتبع نشأة النظريات التربوية في مختلف المجتمعات ومدى فاعليتها باستحضار سياقاتها السياسية
والسوسيواقتصادية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق