على مدى سنوات طويلة، استقر رأيٌ يقول بأن الحكومات وحدها يمكنها تنفيذ برامج التعليم واسعة النطاق، لكن شركة ناشئة أميركية الإدارة والتأسيس، وتعمل في إفريقيا، تسعى إلى تحدي هذا الاعتقاد بتوفير التعليم لملايين الأطفال الفقراء في إفريقيا وآسيا، وتعتمد في ذلك على توحيد خطوات العمل، وتحليل البيانات، وأعداد كبيرة من المعلمين المزودين بأجهزة كمبيوتر لوحية، وهو أمر لا يسلم من العقبات والانتقادات.
وتأسست شركة «أكاديميات بريدج الدولية» Bridge International Academies عام 2009، وتُوفر شبكة من المدارس الخاصة ذات الكلفة المنخفضة، ويصل حالياً عدد الأطفال الملتحقين بمدارسها في كينيا إلى 126 ألف طالب، ينتظمون في أكثر من 400 مدرسة.
وتهدف الشركة إلى تعليم 10 ملايين طفل في نهاية المطاف، وتعتقد أن بإمكانها إلى جانب الحكومات، تحسين انتشار التعليم وجودته في الدول النامية، التي يُقدر البعض وجود 130 مليون طفل في مدارسها، دون أن يتعلموا الأساسات. وبحسب التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع الصادر عن «اليونسكو»، ففي بعض البلدان الإفريقية مثل غانا والنيجر ونيجيريا، يترك نحو 75% من الطلاب المدارس بعد خمس أو ست سنوات من التحاقهم بها، دون أن يُجيدوا قراءة جملة واحدة.
وتعتمد «بريدج» على توفير أجهزة كمبيوتر «نوك» Nook اللوحية للمعلمين، من إنتاج شركة «بارنرز آند نوبل»، ومعها مخططات مكتوبة للدروس والاختبارات والمواد التعليمية الإضافية، يستخدمها المعلمون لإدخال نتائج الاختبارات، وتخزين المعلومات إلكترونياً، وتستعين بها الشركة لمتابعة التقدم الدراسي لطلابها الموزعين في مئات القرى والبلدات من ناحية، والمعلمين من ناحيةٍ أخرى؛ وفي حال لم يُسجل مدرس الدخول في أحد الأيام لكمبيوتره اللوحي، فإن الشركة تتصل فوراً للاستفسار عن سبب غيابه.
واجتذبت «بريدج» العديد من المستثمرين، منهم شركة «بيرسون» للتعليم والنشر، ومجموعة «أوميديار نتوورك» التابعة لبيير أوميديار مؤسس «إي باي»، و«خوسلا فنتشرز»، و«مؤسسة التمويل الدولية» التابعة للبنك الدولي، وعدداً من مشاهير عالم التكنولوجيا، منهم المؤسس المشارك في «مايكروسوفت» بيل غيتس، إذ ذكرت المتحدثة باسمه أنه يرى في «بريدج» «ابتكاراً ملحوظاً في الأسلوب، ويرغب في دعمه شخصياً».
ويُضاف إليهم أحد مؤسسي «فيس بوك» ورئيسها التنفيذي، مارك زوكربيرغ، الذي استثمر في الشركة مارس الجاري 10 ملايين دولار. واعتبرت المؤسسة المشاركة في «بريدج»، شانون ماي، أن الشركة تُحقق كفاءة من ناحية تكاليف التشغيل تفوق المدارس الكينية التي تمولها الدولة، كما تُوفر تعليماً أفضل.
وتضم الفصول الدراسية في مدارس «بريدج» في المتوسط 30 تلميذاً، في حين تُشير بيانات «اتحاد المعلمين» في كينيا إلى أن نسبة المعلمين إلى الطلاب في بعض المدارس الحكومية تصل إلى معلم واحد لكل 100 طالب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق