كان تنظيم المدارس تابعاً لديوان الجهادية، في بداية عهد إنشائها، فكانت الجهادية تتولى أمر المدارس والاشراف عليها وامتد ذلك فى الفترة من ( 1835-1837) حتى أمر محمد علي بتأليف مجلس عام للنظر في تنظيم المدارس برئاسة أحد رؤساء البعثات العلمية إلى فرنسا، وهو مصطفى مختار الذي تخصص في دراسة الفنون الحربية وعلى يديه ولدت أول وزارة للمعارف في مصر والعالم العربي. وضم المجلس في عضويته عدد من اكابر المصريين ونظار المدارس العليا ونتج عن مناقشات المجلس توصيات وضعت موضع التنفيذ حيث اشار المجلس بتقسيم التعليم إلى ثلاث مراحل هى :
الابتدائية والتجهيزية والخصوصية، واشار المجلس بتوزيع المدارس على الاقاليم حسب عدد السكان، مع انشاء مدرستين تجهيزيتين في القاهرة والإسكندرية. - ولما كانت المدارس بعد انشائها تحتاج إلى هيئة فنية للاشراف عليها وكانت هذه الناحية غير متوفرة في ديوان الجهادية، فقد صدر قرار محمد علي بانشاء ما يعرف باسم " شورى المدارس " أو مجلس المدارس لمتابعة الشؤن الفنية للمدارس غير انها ظلت من الناحية الادارية تابعة لديوان الجهادية وفي فبراير من عام 1837م أصدر محمد علي قرارا بانشاء ديوان المدارس واسند رئاسته إلى مصطفى بك مختار. وبذلك انفصلت تبعية المدارس في مصر عن ديوان الجهادية وحددت اللائحة الصادرة لهذا القرار اختصاصات ديوان المدارس tn :
إدارة المدارس والخانات ( دور الكتب) – والمعامل والمتاحف وقناطر الدلتا ومطبعة بولاق وجريدة الوقائع المصرية. وبعد وفاة مصطفى مختار الذي يعتبر أول وزير للمعارف المصرية عام 1839م ،تولى رئاسة ديوان المدارس إبراهيم ادهم باشا.
وقد مر هذا الديوان بانتكاسة في عهد سعيد الذي ألغي ديوان المدارس عام ١٨٥٤ وإلغاء المدارس التجهيزية التي كانت ملحقة بالمهندسخانة في بولاق إلي أن تولي إسماعيل الحكم فأصدر أمره في يناير ١٨٦٣ بإعادة ديوان المدارس ووضع ترتيب جديد للتعليم في مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق