الجمعة، 1 ديسمبر 2017

المرأة العربية أسست مدارس وجامعات ولم تدرس فيها


صفحات التاريخ تحفظ بعضًا من أسماء النساء العربيات اللواتي كان لهن دور مهم في تقديم الفرصة لباقي النساء لخوض تجربة التعليم والتميز في هذا المجال كالرجال ومن أشهرهن .
راعية العلم ست الشام وأم الفقراء
هى الخاتون فاطمة أو زمرد أخت صلاح الدين الأيوبي وابنة نجم الدين الأيوبي، لها من الأقارب المحارم 35 ملكاً. اشتهرت بأعمالها الخيرية المتنوعة وحرصها على العلم والتعليم وظهر هذا الاهتمام من خلال قيامها بإنشاء مدرستين وهما المدرسة الشامية البرانية والمدرسة الشامية الجوانية والتي كانت بالأصل مكان سكنها، لكنها حبذت أن تنفق كل ما تملك من أموال وأملاك على هذه المدرسة لتصبح من أعرق وأعظم المدارس في دمشق.
لقبت بست الشام وكانت سيدة الداعيات للعلم والدين، استنسخت الكثير من الكتب والآداب وعلمت على تحفيظ القرآن الكريم وبناء مسجد الأصحاب في دمشق.
أبرز ما قامت به إنشاء مدرستين عظيمتين، هما:
1- المدرسة الشامية البرانية:
أنشأتها سنة 582 هـ، وتعرف بالمدرسة الحسامية نسبة إلى ابنها الأمير حسام الدين. وقد عيّنت فيها خيرة علماء عصرها، واشترطت عليهم ألا يدرسوا بمدارس أخرى لضمان تفرغهم وتلبية حاجة الطلبة من الاهتمام الكافي.
وكان أول من درَس بها من العلماء الإمام الكردي الشهرزوري, والقاضي شرف الدين بن زين القضاة، وغيرهما من العلماء. وقد أوقفت الست زمردة خاتون على المدرسة أوقافاً ضخمة من أموالها.
2- المدرسة الشامية الجوانية:
يذكر المؤرخ شهاب الدين النويري أنّ الخاتون ست الشام عندما لحق بها المرض «جعلت دارها مدرسة ووقفت عليها وقوفاً» حتى أصبحت من أكبر المدارس وأعظمها، وأكثرها فقهاء، وأكبرها أوقافاً، وكانت بمحلة العقيبة بدمشق
وقد درّس بهذه المدرسة العديد من العلماء والفقهاء، أمثال: شيخ الشافعية ابن قاضي شُهبة – قاضي القضاة تقي الدين ابن عجلون – الشيخ تقي الدين السبكي – الشيح تاج الدين السبكي.
هذا وقد ذكرت ست الشام في نص الوقفية أن من شرط الفقهاء والمتفقهة والمدرس والمؤذن والقيم أن يكونوا جميعاً من أهل الخير والدين والصلاح والعفاف وحُسْن الطريقة وسلامة الاعتقاد والسنة والجماعة.
وفاؤها لأخيها
ذكر ابن شداد في سيرة صلاح الدين أنه توفي يوم الخميس مستهل صفر، بثغر الإسكندرية المحروس، ونقلته أخته شقيقته ست الشام بنت أيوب إلى دمشق، ودفنته في مدرستها التي أنشأتها بظاهر دمشق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق