الدراسة المهنية المزدوجة هي تميز ألماني على الصعيد العالمي . حيث يقوم وفق هذا النظام حوالي نصف الشباب بعد المدرسة، بتعلم واحدة من المهن المعترف بها رسميا والبالغ عددها 350 مهنة.
هذه الانطلاقة في الحياة العملية تختلف عن الدراسة المدرسية المحضة المعروفة في العديد من البلدان: فالجانب العملي تتم تأديته خلال ثلاثة أو أربعة أيام أسبوعيا في الشركة، بينما تتم الدراسة النظرية على مقاعد المدرسة المهنية يوما أو يومين في الأسبوع. وتدوم الدراسة من سنتين إلى ثلاث سنوات ونصف.
من خلال اتباع دورات ومناهج دراسية خارج إطار الشركات، ومن خلال فترات تأهيل إضافية
يتم تدعيم وتعميق أساليب التدريب المهني في الشركات والمصانع المختلفة. ويتم تمويل فترات التدريب والتأهيل هذه، من خلال الشركات التي تدفع للمتدربين رواتب وتعويضات بسيطة، إضافة إلى الدولة التي تتحمل تكاليف المعاهد المهنية. ويصل عدد الجهات التي تقوم حاليا بتدريب وتأهيل جيل الشباب إلى 500000 جهة بين شركة وهيئة حكومية وورشة خاصة. وتوفر الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم أكثر من 80% من مجمل أماكن وفرص التدريب المهني في ألمانيا. ويعتبر عدد الشبان الذين ليس بيدهم أية صنعة ولا يتعلمون أية مهنة منخفضا نسبيا بالمقارنة العالمية ، وذلك بفضل هذا النظام المزدوج في التدريب والتأهيل الذي يجمع بين التعلم النظري والتدريب والممارسة العملية. حيث تصل هذه النسبة بين أبناء جيل 15 – 19 سنة حوالي 4,2% فقط. هذا الجمع بين النظرية والتطبيق العملي يضمن مستوى رفيعا من التأهيل لأصحاب المهن والحرفيين والعمال المهرة. ويعتبر هذا النوع من التدريب والتأهيل الخطوة الأولى في طريق بناء مستقبل مهني ناجح يقود إلى الوصول إلى مرتبة المعلم في الحرفة من خلال المزيد من التدريب والتأهيل والخبرة العملية. ومن الجديد في هذا المجال طرق تأهيل طويلة مستمرة، يمكن أن تقود في مراحل لاحقة إلى الحصول حتى على شهادة الماجستير من إحدى الجامعات أو المعاهد العليا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق