- الدول الآسيوية لا تسمح ببلوغ الطالب مرحلة التسرب من التعليم ، وأساس نظامها التعليمي هو "الإيمان بقدرة جميع الطلاب على التفوق"، وهذا ليس شعاراً بل واقعاً يُنفذ، فالمعلمون يدركون أن السماح للطالب بالفشل مرة سيجره لمزيد من الفشل.
-ففي سنغافورة يخضع تلاميذ الصف الأول لتقييم عام في القراءة والرياضيات، ويتم تخصيص أفضل المعلمين لأصحاب الأداء الأضعف، ويبذل المعلمون قصارى جهدهم لتحسين مستواهم، سواء ببدء اليوم الدراسي مبكراً أو العمل في أيام العطلات.
- بينما توفر "هونج كونج" برنامجاً مدته 6 أشهر للطلبة المهاجرين قبل الالتحاق بالمدارس، وتوفر ميزانية إضافية للمدارس لتقديم دروس تكميلية، وفي "شنغهاي" تساعد المدارس بالمدينة نظيرتها في المناطق الريفية في نظم الإدارة والمناهج التعليمية.
-و في هذه الدول يقترن ترقي المعلمين والمديرين بحجم مساعداتهم للطلاب الأكثر احتياجاً، وترعى الحكومة اليابانية برنامجا تطوعيا يتيح لطلاب الجامعات مساعدة طلبة المدارس على فهم دروسهم وأداء واجباتهم وزيادة تفاعل الآباء مع النظام التعليمي.
- كما يُخصص عدد أكبر من المعلمين للمدارس ذات النسبة الأكبر من الطلبة الأضعف أداءً، وتستوي رواتب المعلمين بمدارس المناطق الثرية والفقيرة على عكس الولايات المتحدة حيث يحصل معلمو المدارس بالمجتمعات البسيطة على رواتب أقل.
- لكن هذا التوجه المثالي لا يمكن تطبيقه إلا في الدول التي تضع منهجاً قومياً موحداً ومحدداً لجميع المراحل التعليمية على مستوى الدولة
- ومع غياب المنهج الموحد سيجد الطلاب صعوبة في فهم ومتابعة ما يُدار في الفصل الدراسي إذا انتقلوا لمنطقة أخرى تختلف مواضيعها الأكاديمية عن المعرفة التي حصلوا عليها في منطقة أخرى، وهذا لا يعني تقييد حرية المعلم في الإبداع.
- ففي الدول الآسيوية يكون لكل معلم الحرية في اختيار الأسلوب الأمثل لتوصيل المعلومة للطلاب، لكنه يكون على يقين من تلقي كافة الطلاب أمامه لنفس الخلفية المعرفية بالسنوات السابقة، ما يمكنهم من متابعته والتفاعل معه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق