قد فطن رئيس الوزراء لي كوان حقيقة أن التعليم عامل حاسم في لم شمل الأعراق المتنافرة والمتناحرة وتطوير القوى العاملة لتحقيق الأهداف الاقتصادية .
وبذلك تحولت سنغافورة فى أقل من 50 عاما من جزيرة فقيرة يقطنها غالبية أمية من السكان إلى دولة متقدمة تضاهي مستويات المعيشة نظيراتها في الدول الصناعية الأكثر تطورا ، كما احتلت المرتبة الثانية بعد سويسرا من حيث القدرة التنافسية الاقتصادية على الصعيد العالمي.
وفي أواخر الثمانينيات بدأت وزارة التعليم بدراسة الكيفية التي يمكن أن يستجيب بها التعليم للاحتياجات المتغيرة التي طرأت نتيجة الاقتصاد القائم على المعرفة وكانت الاستجابة في إنشاء عدد من المدارس المستقلة والمتمتعة بإدارة ذاتية.
بينما عرفت المرحلة الثالثة لإصلاح نظام التعليم في سنغافورة باسم ” النموذج المركز على القدرة ” التي أطلقت فيها مبادرات إصلاحية عدة : كان أولها في عام 1997م وهي مبادرة
” مدارس التفكير ، تعلم الأمة ” قائمة على أربع مبادئ :
إعادة النظر في أجور المعلمين. – إعطاء قادة المدارس مزيدا من الاستقلالية. – إلغاء التفتيش واستحداث التميز المدرسي. – تقسيم المدارس لمجموعات يشرف عليها موجهون مختصون واستحداث برامج جديدة حيث اتاح هذا النظام للمعلمين الالتقاء والتحدث عن جهودهم المهنية مما أدى ألى وضع نظام المصادر المشتركة I SHARE يحتوي 70 ألف درس وأصبحت ثقافة المشاركة جزء لا يتجزأ من طبيعة المدارس.
وفي عام 2005 جرى إطلاق مبادرة جديدة وهي مبادرة ” تعليم أقل ، تعلم أكثر ” ركزت على طرائق التدريس وتقليل حجم المحتوى لإفساح مجال التفكير.
من أهم أهداف التعليم الاهتمام بالفرد وأن يكون :
1. شخص واثق يميز الخطأ من الصواب ، مرن قادر على التكييف ، صاحب تفكير مستقل ونقدي ويتواصل مع الآخرين بصورة فاعلة.
2. متعلم موجه ذاتيا ومثابرا فى تعلمه.
3. مسهم نشيط قادر على العمل بفعالية ضمن الفريق ويأخذ زمام المبادرة ويتحلى بروح الابتكار.
4. مواطن يهتم بمصلحة وطنه وأكثر انتماءا لوطنه ، يملك وعيا مدنيا قويا ولديه وعى بما يجري من حوله .
ومن أهم العوامل التى أدت إلى نجاح التعليم فى سنغافورة :
1 - اشتراك القادة في الوزارة والمعهد الوطني في تحمل أعباء المسئولية والمسائلة. – لا يتم إعلان أي سياسة تربوية من دون خطة واضحة.
2- مشاركة الآباء مجالس المجتمع المحلي وهناك برامج للتعرف على العائلات المحتاجة وتقديم المساعدة.
3- توقيع عقوبة مالية قدرها 5000 دولار على أولياء الامور الذين يمتنعون من إرسال أطفالهم للمدرسة أو السجن أو بكلا العقوبتين معا.
4- إنشاء صندوق لتشجيع الطلاب بميزانية 4 مليار دولار
5- لاهتمام بالمعلمين وإعطائهم علاوات سنوية سخية تعتمد على تقويم معقد إلى حد ما ل 16 معيار.
6- مراعاة المدارس ذات الأداء المنخفض مثل مدارس القرى ومنحها موارد كافية .
7-أولت سنغافورة عناية فائقة في تعليم الرياضيات حيث اعتمدت على الحس الرياضي الذي يجعل الطلاب يعرفون حل المسائل غير المألوفة بعدة طرق ويعتمد المعلم على الوسائل البصرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق