أشارت دراسات عديدة إلى وجود علاقة ضعيفة بين الإبداع والتحصيل الدراسي، أو سالبة أحياناً. وهذا يعني أن الكفاءة العالية في التحصيل ليست شرطاً أساسياً لتحقيق الإبداع، وهذا يؤكد ما يقوله تورانس بأن تعلم المعلومات واسترجاعها يعتبر مؤشراً غير كافٍ للإبداع. وهذا قد يفسر: لماذا لم يتوصل كثير من العلماء المبدعين إلى مكانتهم المرموقة في البيئة المدرسية الشائعة.
فقد عرف عن اينشتاين إنه تأخر في المشي والنطق. وقالت شقيقته مايا، في معرض كتابتها عن شقيقها الشهير، إنه عندما كان البرت ولدا صغيرا في وطنهم المانيا، كان المقربون منه قلقون من انه قد لا يتعلم الكلام ابدا.
وفي المدرسة، لم ترق دراسة العلوم الانسانية لآينشتاين ابدا، كما كان يواجه صعوبات كبيرة في الكتابة وكان يعتقد على نطاق واسع انه كان يعاني من اضطراب القراءة المرضي (dyslexia) وذلك في زمن لم تكن هذه الحالة تخضع للفحص والتشخيص الدوري.
وحسب ما قالت شقيقته، فإن مدرس اللغة الاغريقية وبخه مرة وقال له إنه لن يصبح شيئا في حياته.
ورسب آينشتاين في امتحان الدخول الى الجامعة، واضطر للعمل ككاتب بسيط في مكتب. ولكن في تلك الفترة، وجد الوقت الكافي لتطوير افكاره ونظرياته.
إلا أن البحوث توصلت الى ان دماغ آينشتاين تميز بأن خلاياه العصبية مرصوصة بشكل غير طبيعي الامر الذي ربما اتاح له التعامل مع المعلومات بشكل اسرع من سواه. كما كانت المناطق في دماغه المسؤولة عن ادراك المكان والتفكير الرياضي اكبر من الحجم الطبيعي.
ولكن يقول البعض إن كل ذلك محض تخمين، وانه من الصعوبة بمكان اثبات وجود اي علاقة بين تركيب دماغ آينشتاين وعبقريته. وعلى اي حال، يختلف حجم الدماغ بين شخص وآخر.
فتقييم العبقرية بناء علي التفوق الدراسي - أمر ثبت خطأه منذ ثلاثينات القرن الماضي فثمة فرق شاسع بين العبقرية والتفوق الدراسي.. بين موهبة الإبداع وسرعة الاستيعاب.. بين القدرة على الابتكار والقدرة على اجتياز الامتحانات! ليس هذا فحسب بل أن العبقري الحقيقي قد يأتي في آخر السلم الدراسي بسبب ملله من المناهج المعتادة، فحين نراجع سير العباقرة والعظماء نجد (وبصورة غريبة) أن معظمهم كان متخلفاً من الناحية الدراسية والمنهجية، فالمخترع الأمريكي توماس اديسون طرد من المدرسة بحجة انه غير قابل للتعلم (ولكنه أنجز بعد ذلك أكثر من ألف اختراع).
والبرت انشتاين (صاحب النظرية النسبية) كان يأتي دائماً متأخراً في العلوم والرياضيات وتشالز داروين كان يهرب من المدرسة ليتسلق الاشجار ويراقب قوافل النمل. أما لويس باستير (مكتشف الجراثيم وطريقة البسترة) فكان كثير السرحان لدرجة صنف كمريض بالذهان... أما آخر الأمثلة فهو بيل غيتس الذي لم يكمل دراسته بجامعة هارفارد وأسس شركته الناجحة مايكروسوفت- وهاهو اليوم أغنى رجل في العالم-.
آلبرت آينشتاين: فيديو نادر جداً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق