إن فهمنا لذاتنا يجعلنا أكثر قدرة على فهم الآخرين لأن ذلك يقودنا للتعرف على الكيفية التي يفكر بها الآخرين و الوعي بالاأسلوب المناسب للتعامل معهم في كل ظرف يواجهونه و هذا ما يعرف بالذكاء العاطفي أو الذكاء الوجداني الذي أثبتت الدراسات حاجة القادة لهذا النوع من الذكاء الذي يعرفه غولدمان :
بأنه القدرة على التعرف على شعورنا الشخصي و شعور الاخرين، و ذلك لتحفيز انفسنا، و لادارة عاطفتنا بشكل سليم في علاقتنا مع الآخرين. لا يمكننا انكار دورمثل هذا النوع من الذكاء في تحقيق النجاح على المستوي الفردي و الجماعي فوفقا لدراسة قام بها دانييل غولدمان يمثل الذكاء العاطفى 85% من أسباب الاداء المرتفع للقياديين. مما يؤثر على الآداء المؤسسي .
إن المنافسة الشديدة بين المنظمات اليوم تعتمد على استخدام أسلوب قيادي محفز ودافع للعاملين لديهم، وهذا يتطلب منهم تحسين قدراتهم في تحديد التأثير الذي يريدون أن يحققوه وتحديد التأثير الذي يملكونه على العاملين لتحقيق أهداف منظماتهم باتجاه التطوير المنشود،
وومن الملاحظ أن أكثر أفراد المنظمة قدرة على تعزيز مستوى الذكاء العاطفي فيها هو قائد المنظمة، ولكي يفعل ذلك عليه أن يدرك الواقع العاطفي لمنظمته، وأن يرسخ فيها ثقافة الشفافية، ويرتقي بها ليصل إلى ما يسمى بالمنظمة “الذكية SMART” “ التي ترمز حروفها إلى الالتزام بالمبادئ التالية: الإستراتيجيات الواضحة “ Strategy” ، الإدراة الفعالة “ Management”، ثقافة الإنجاز” Achievement Culture “ كفاية الموارد “ Resources”، القيادة التحويلية “ Transformational Leadership”.
إن المنظمة الذكية تتصف بأنها تلك المنظمة التي تتعلم وتتطور من خلال نفسها والأفراد الذين يعملون بها، وللوصول لهذه المرحلة من الذكاء المنظمي، على القادة إدراك الواقع العاطفي لمنظماتهم من خلال التعرف على طبيعة المشاعر السائدة في المنظمة وتحليلها فيما إذا كانت مشاعر إيجابيه تخلق روح الإبداع والمبادرة، أم أنها مشاعر سلبيه تخلق روح الملل والإحباط، ويستطيع القائد الذكي عاطفياً تحديد ذلك من خلال التواصل المستمر مع الموظفين لديه ومشاركتهم، كما أنهم لا يتكيفون مع المتغيرات في بيئة العمل.
ومن أجل ذلك لابد أن تتوفر عند القادة عناصر الذكاء العاطفي وهي: الوعي الذاتي، الضبط الذاتي، والتعاطف مع الآخرين والمهارات الاجتماعية.
وإذا توافر ذلك، فإن على القائد الذكي عاطفياً أن يعمل من أجل خلق بيئة إيجابية تستقطب كل ما هو جديد ويتبناه، وعليه أيضاً أن يتحلى بسمات اللامركزية، بحيث يتسنى له إعداد الصف الثاني من القادة وإفشاء روح المبادأة والإبداع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق