بيت الحكمة كان مؤسسة علمية في بلاد العراق ويعتبر «أول جامعة في التاريخ». أنشأه أبو جعفر المنصور في قصر بغداد حيث عرف عنه اهتمامه الشديد بالعلم والعلماء المسلمين في العصر العباسي وازدهر في عهد الخليفة العباسي المأمون محدثاً نقلة نوعية في الترجمة تمهيدا للعصر الذهبي للحضارة العربية الإسلامية في بداية القرن التاسع الميلادي سنة 840 ميلادية تقريبا.
وكان بيت الحكمة يضم مساكن للطلاب و المعلمين و ساحة جامعية بالإضافة إلى مطعم لتزويد رواد الجامعة بالغذاء. يتكون البيت من طابقين، الطابق السفلي يضم قاعات خاصة بخزائن الكتب واقسام الترجمة والنسخ والتاليف والتجليد والمطالعة والدراسة في كل مجال من مجالات المعرفة والعلوم والاداب اما قاعات الطابق العلوي فكانت خاصة باقامة المؤلفين والمترجمين والدارسين والعاملين وغيرهم.
أغلبية العلماء الذين عملوا وترجموا في بيت الحكمة كانوا من المسيحيين الشرقيين والفرس، وكانوا جزءًا هامًا من هذه المؤسسة البحثية والتعليمية. وقد أرسل أبو جعفر إلى إمبراطور الروم يطلب منه بعض كتب اليونان فبعث إليه بكتب في الطب والهندسة والحساب والفلك، فقام نفر من المترجمين بنقلها إلى اللغة العربية.
في عهد هارون الرشيد أتت إليها دفعة كبيرة من الكتب بعد فتح هرقلة وأقليم بيزنطة، وقد أوكل إلى يوحنا بن ماسويه مهمة ترجمة الكتب، فلم تعد تقتصر على حفظ الكتب بل وضم بيت الحكمة إلى جانب المترجمين النسّاخين والخازنين الذين يتولون تخزين الكتب، والمجلدين وغيرهم من العاملين. وقد بلغ نشاط بيت الحكمة ذروته في عهد الخليفة المأمون الذي أولاه عناية فائقة، ووهبهُ كثيراً من مالهِ ووقته، وكان يشرف على بيت الحكمة، ويختار من بين العلماء المتمكنين من اللغات. وقد أستقدم المامون من قبرص خزانة كتب الروم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق