تؤكد السلطات في الصين أن النقص المريع في المعلمين الذكور في البلاد، أدى الى وجود جيل «جبان، أناني، أقل رجولة»، ولهذا السبب تسعى السلطات التعليمية الى تعزيز قيم الرجولة التقليدية في الفصول الدراسية، ومن أجل ذلك طلبت المدارس في مدينة زينغهو، على النهر الاصفر، من الطلبة توقيع تعهد للتصرف «كرجال»، وفي شنغهاي يسعى مديرو المدارس لتعزيز الفصول الدراسية في مدارس البنين، بدورات رياضية، مثل الفنون القتالية، وفي هانغزو شرق البلاد،ينظم المربون معسكرات صيفية للتدريب على التايكواندو، بغرض «خلق رجال من الذكور».
بما أن المعلمين أقل عدداً على نطاق العالم مقارنة بالمعلمات، بما في ذلك الولايات المتحدة، فإن انعدام التوازن بين الجنسين في مهنة التدريس في الصين، يعد الأكثر اختلالاً من أي مكان في العالم، ففي المناطق الحضرية يوجد أربع معلمات من بين كل خمسة معلمين، وفقاً لدراسة نظمتها جامعة بيجنغ نورمال في الصين.
وفي بعض المناطق يضغط المسؤولون في المدارس على المسؤولين المحليين للتدخل، زاعمين ان أداء التلاميذ أصبح سيئاً بسبب انعدام المعلمين الذكور، الذين يقتدون بهم. وكثيراً ما يأتي الصبيان في المؤخرة عند امتحانات الدخول للكليات. وفي السنوات القليلة الماضية سعى المسؤولون التعليميون في فوجيان، وغوانغسكي وجيانكسو، لوضع حوافز للمعلمين الذكور، بدعوى ان تعيين هؤلاء المعلمين من شأنه ان يحفز التلاميذ على الإقبال على التعليم.
الا ان إحدى العقبات لاستقطاب مزيد من الذكور في السلك التعليمي، تتمثل في الرواتب المتواضعة التي تدفعها الدولة للمعلمين، ففي عام 2013 بلغ متوسط راتب المعلم في المدارس الحكومية 17 ألف دولار في العام، وفقاً لإحصاء حكومي. وعلى الرغم من أن القانون الصيني يقضي بألا تكون رواتب المعلمين أقل من رواتب الموظفين الحكوميين الآخرين، فإن تطبيق القانون لم يكن متشدداً، ويسعى الكثير من المعلمين للحصول على وظائف حكومية ذات رواتب عالية.
إلا أننا نجد أنه من بين مليون أو يزيد من معلمي الرياض، في كل ارجاء البلاد، هناك 60 الفاً أو 6% فقط من الذكور، ويمثل الاحتفاظ بالمعلمين الذكور في الصين تحديا حقيقيا للسلطات التعليمية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق