الخميس، 3 نوفمبر 2016

مستقبل الهوية الحضارية في عصر هيمنة القوى الناعمة


الحضــــارات ذهــنــيــات جماعية، تُملي المواقف وتُوجِّه الاختيارات وتعمّق الأفكار الماقبلية وتغير وجهة حركات المجتمع ، من خلال التواصل القيمي والثقافي العابر للحدود ..وأحياناً تكون لتلك القيم بُنى سيكيولوجية على حدّ تعبير المؤرخ الفرنسي ألفونس دوبران، تلهب الحماس والإلهام العاطفي في نفوس المؤمنين بها بغض النظر عن مستوى القناعة بها، ومن هنا نشعر بأن تلك الذهنيات الجماعية (ثقافات، عادات، معتقدات) لأي حضارة هي الهوية والمرجعية والانتماء الذي لا ينفك عنه الإنسان، والتحول عنه بطيء جداً، ويصعب في حالة انسجام المجتمع مع تلك الموروثات الحضارية أن يتنازل عنها تحت أي تهديد كان، فسكان آسيا الوسطى بعد الثورة البلشفية 1917م أجبروا على ترك كل موروث حضاري لهم بآلات قمع رهيبة ومع ذلك عادوا كما كانوا بعد مرور أكثر من سبعين عام دون أن تنقض تلك الموروثات أو يتحلل انتماؤهم لها.
ولذلك فإن التحول الحضاري من طبيعته البطء الشديد، وهذا ما يجعل الحضارات ذات ثبات واستقرار، ولكنه قد يزداد سرعة بكثرة معطيات التغيير داخل المجتمع ، إلا أن هذه السرعة يحددها كل من العامل الزمنى والعامل السننى ، وكذلك البنى السيكولوجية للقيم الجديدة التى تلامس احتياجات الأفراد ورغباتهم..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق