يكاد يجمع الباحثون على أن تحليل أوضاع الطبقة الوسطى يمثل صعوبة بالغة بسبب تداخل عوامل شتى، من أهمها تشابك الشرائح الاجتماعية واختلاف معايير تحديد الطبقة الاجتماعية واتساع مؤشراتها - سواء كانت موضوعية أو معنوية - وعدم تجانس الشرائح والفئات التى يمكن أن تندرج تحت مفهوم الطبقة الاجتماعية social class بالإضافة إلى ارتباط تكوين الطبقة بالحراك الاجتماعى social Mobility صعودا وهبوطا فى فترات التحولات الاجتماعية التى تنتاب المجتمعات البشرية. كما أن فهم موقع الطبقة لا يتأتى إلا من خلال رسم خريطة طبقية عامة للمجتمع ككل، وتحديد أشكال العلاقات السائدة بين الشرائح والقطاعات الأخرى فى الطبقات الاجتماعية المختلفة إلى جانب أن ارتباط التركيب الطبقى بما يجرى فى المجتمع، مسألة مهمة فى تحديد المواقع الطبقية للفئات المختلفة .واذا كان الباحثون تناولوا بالتحليل، البنى الطبقية فى بعض المجتمعات، إلا أن الاختلافات بل والتناقضات مازالت قائمة حتى العصر الراهن، حيث اختلاف الجذور التاريخية والأيديولوجية لكل من مفهومى البناء الطبقى والتدرج الاجتماعى، فإنهما يشيران - بصورة عامة ـ إلى ظاهرة التباين الاجتماعى، أو اختلاف الناس فى فرص الحياة المتاحة أمامهم، كالملكية والهيمنة والاحترام والمكانة الاجتماعية والنفوذ والسلعة والدخل والتعليم والصحة.
للمزيد :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق