الصفحات

الأحد، 17 مارس 2013

دروس فى العمل الجماعى مستوحاه من التجربة اليابانية Lessons in teamwork from the Japanese experience


إن نظام التعليم اليابانى يركز على تنمية الشعور بالجماعة والمسؤولية لدى الطلاب تجاه المجتمع قبل المناهج الدراسية ، بدءاً بالبيئة المدرسية المحيطة بهم ، مثل المحافظة على المباني الدراسية والأدوات التعليمية والأثاث المدرسي وغير ذلك ، فالمدارس اليابانية تهتم بالمحافظة على نظافة المدرسة ، فأول شيء يلاحظه الزائر وجود أحذية رياضية خفيفة عند مدخل المدرسة مرتبة في خزانة أو أرفف خشبية ، يحمل كل حذاء اسم صاحبه ، ويجب أن يخلع التلاميذ أحذيتهم العادية ، وارتداء هذه الأحذية الخفيفة النظيفة داخل مبنى المدرسة .
وفى المدارس اليابانية أيضًا يقوم التلميذ عند نهاية اليوم الدراسي بكنس وتنظيف القاعات الدراسية ، بل وكنس ومسح الممرات بقطع قماش مبللة، وغسل دورات المياه وجمع القمامة وأوراق الشجر المتساقط في فناء المدرسة ، وينضم إليهم المدرسون في أوقات معينة لإجراء نظافة عامة سواء للمدرسة أو للأماكن العامة مثل الحدائق والشواطئ في العطلة الصيفية ، بالإضافة إلى ذلك يقوم الأطفال بتقديم الطعام للحيوانات أو الطيور التي تقوم المدرسة بتربيتها، حيث إنه لا يوجد حارس أوعمال نظافة ، ولذا يقوم الطلاب والمعلمون بتنظيف المدرسة وتجميلها ، بل يمتد هذا النشاط إلى البيئة المحيطة بالمدرسة أيضًا، في أوقات محددة.
علاوة على أنه لا يوجد مقاصف في المدارس اليابانية ، ولكن يوجد مطبخ به أستاذة تغذية وعدد من الطاهيات، ويتناول الطلاب وجبات مطهوة طازجة تُطهى يوميا بالمدرسة ، ووقت الغداء يقوم التلاميذ بتقسيم أنفسهم إلى مجموعات ، إحداها تقوم بتهيئة القاعة الدراسية لتناول الطعام، وثانية تقوم بإحضار الطعام من المطبخ، وثالثة توزع هذا الطعام على الطلاب  بعد ارتداء قبعات وأقنعة وملابس خاصة لذلك، وهذا يعلم الإحساس بالمسؤولية والاعتماد على النفس، ويوفر ميزانية كان يُفترض أن تُرصد لهذه الخدمات.
 وتتجلى هذه الروح أيضًا في المجموعات الدراسية التي يقوم بتكوينها المدرس عندما يطلب من الطلاب حل مسألة مثلاً في الرياضيات وبعد المشاورات الجماعية بينهم يعلن واحد من هذه المجموعة باسمها الإجابة، وهذا النظام لا يعوّد التلاميذ الروح الجماعية فحسب ، بل القيادة التي تتجلى أيضًا في تعيين شخصية مراقب الفصل، والذي يقوم في غياب المدرس بتهيئة الفصل وتنظيمه ، وحل مشكلاته، بما فيها مشاكل الطلاب فيما بينهم .
وفي نهاية اليوم الدراسي يقوم التلاميذ بعقد جلسة جماعية يقيمون فيها  أنفسهم وما قاموا به من أعمال ، إذ أن هذه الطريقة في التعليم تعلي من قيمة الجماعة وتحمُّل المسؤولية والالتزام والقيادة ، كما تشكل أيضًا قوة نفسية رادعة لكبح السلوكيات الاجتماعية غير اللائقة تجاه المجتمع والغير.

 إن السر الحقيقي وراء نجاح اليابانيين هو قدرتهم على العمل معا، إلا أن العمل الجماعي يحتاج إلى فن في الإدارة والتنظيم والهندسة مما جعل منه علماً وفرعاً من فروع المعرفة الإنسانية . 

تحميل كتاب إبراهيم الفقى العمل الجماعى :

للمزيد :





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق