أثبتت الدراسات العلمية أن الأطفال يتأثرون بما يطلق عليه « المنهج الخفي » بنسبة 70%، مقابل المناهج التي يُخطط لها عن طريق المناهج المدرسية أو البرامج التربوية. وقد عُرف المنهج الخفي بأنه: المنهج المتكون من السلوك والقيم التي تنقل للطلبة بواسطة المعلم أو المدرسة من دون تخطيط. كما يعرف أيضاً بأنه مخرجات المدرسة غير الأكاديمية. وقد عُرف بأنه الخطوات التي تتم في المدرسة، والتي تشمل القيم المكتسبة والتفاعل الاجتماعي التي يتعلمها المتعلمون دون تخطيط.
ويظهر المنهج الخفي من خلال تعامل المعلمين مع الطلبة، وتعامل المعلمين مع بعضهم البعض، وخلال أحاديث المعلمين العلمية والفكرية، وخلال الأنظمة والقوانين والتعليمات التي تفرض على الطلبة، وحتى طريقة جلوسهم في الفصل ، وطريقة مزاولتهم للأنشطة.
أي أنه يظهر في أي شكل من أشكال التفاعل الاجتماعي داخل المدرسة.
للمنهج الخفي إيجابيات وسلبيات، بناءً على نوعية المعارف والسلوكيات التي يكتسبها الطالب من المدرسة دون تخطيط وتوجيه مسبق من المسؤولين. فمن أبرز السلبيات: تزييف وعي الطالب ، وإبراز الصراع بين ما يتضمنه المنهج الرسمي وما يتعلمه الطالب في الحياة اليومية، وقتل الإبداع، والنزعة الاستهلاكية ، وتعليم الطلبة الاتكالية، والنزعة المظهرية.
وفى المقابل يتعلم طلابنا الكثير من السلوكيات الإيجابية التي قد لا تكون ضمن المنهج الرسمي المخطط أحياناً ، مثل: احترام الأنظمة والقوانين والتعليمات، والمحافظة على الأملاك العامة، وكيفية بناء العلاقات مع الآخرين، والترتيب والنظام.. إلخ.
ومع صعوبة ضبط المنهج الخفي والتحكم فيه ، إلا أنه يمكن الحد من آثاره السلبية ، وذلك بتكوين الوعي بأهمية التعامل الإنساني مع الطلبة، وممارسته عملياً ، وذلك من خلال بيئة مدرسية متكاملة ، وتخطيط وبناء مناهج ذات صلة وثيقة بالواقع الذي يعيشونه ، مع تأهيل وتدريب المعلمين ليكونوا قادرين على أداء واجبهم إنسانياً ووظيفياً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق