الصفحات

الثلاثاء، 17 مارس 2020

توأمة المدن كمدخل للتنمية المحلي


شكلت التوأمة الشكل الأول للتعاون بين المدن في العالم، إلا أن هذا الشكل تطور بصورة ملحوظة في السنين الأخيرة ليتجاوز بذلك الزيارات الرمزية وزيارات البرتوكولات ،
إذ أصبحت طريقة للتعاون بين المدن ذات قيمة خاصة فيما يتعلق بالاتصال بين مدينة وأخرى، ليس فقط بين المنتخبين المحليين ولكن بين الشعوب كذلك ، بهدف تحقيق التعاون في جميع الميادين. وتمر التوأمة عبر عدة مراحل، ولكي تصبح قائمة بصفة قانونية لا بد من احترام بعض الشروط، كاحترام إرادة الأطراف المشاركة،  وكذلك إحترام المبادئ التى تفوم عليها.
هذه المبادئ متعددة، فالتوأمة لا بد أن تقوم على مبدأ التضامن الذي يسعى لإعطاء الأولوية للجماعات المهمشة ولمجابهة المشاكل المستمرة لبلدان العالم الثالث، فالتوأمة بهذا المفهوم فرصة للتنمية والتطور المتبادل ، كما تقوم التوأمة أيضا على مبدأ عدم التدخل في شؤون المدن الأخرى وهو مبدأ تم نقله إلى تنظيم العلاقات بين المدن والجماعات في إطار المنظمات الدولية غير الحكومية بحكم ارتباطها باتفاقيات توأمة أو بحكم إنضمامها إلى هذه المنظمات، وهناك مبدأ آخر متمثل في عدم التمييز أي المساواة القانونية بين المدن المتوأمة، إضافة إلى أن مبدأين آخرين هما الثقافة أو ترابط الشعوب، ومبدأ الثنائية اللغوية أو التراثية المزدوجة.
فقد إرتبطت التوأمة بين المدن بالمواجهات العالمية التي طبعت القرن العشرين، إذ لا يخلو بحث عن أصول التوأمة من الإشارة إلى الحربين العالميين الأولى والثانية كسبب جوهري لربط علاقات صداقة بين مدن تنتمي لدول مختلفة، وترجع بعض الأبحاث بداية العلاقات الأولى بين المدن إلى سنة 1918 وذلك عندما نشأت علاقات بين جماعات من الجنوب الفرنسي وأخرى من الشمال البريطاني، وبين أخرى سويدية وفنلندية، ثم تكاثرت أعمال التوأمة بعد الحرب العالمية الثانية نظرا لبروز أهميتها
تعتبر توأمة فاس مع مدينة فلورنسا الإيطالية سنة 1963 أول تطبيق مغربي لهذا الشكل التعاوني، ثم تطورت بعد ذلك بشكل كبير من أجل التنمية المخلية و مواجهة المشاكل التي تعاني منها دول العالم الثالث .
أي أن التوأمة بعد عملية التطوير والعقلنة التي شهدتها تتحول إلى شبكة من الغلاقات تشرك جميع الفاعلين في الحياة المحلية مع نظرائهم في المدن الشريكة، لأن التآزر بين هؤلاء الفاعلين هو الذي يشكل مفتاح أي تطور.

والفيديو التالى يشرح مفهوم توأمة المدن من خلال تجربة التوأمة بين بغداد وباريس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق