يوجد اعتقاد سائد هو أن اليابانيين يعملون أكثر و لكنهم في الحقيقة يعملون أفضل .
وقد يكمن السر فيما يعرفه اليابانيون بمفهوم "إيكيغاي". إلا أته ليست هناك ترجمة مباشرة لذلك اللفظ في اللغات الأخرى، لكن معناه يتضمن فكرة السعادة في أن تعيش حياة ذات قيمة ومغزى.
وقد أظهرت دراسة أجريت عام 2001 حول مفهوم "إيكيغاي"، وشارك في إعدادها الباحث أكيهيريو هاسيغاوا، عالم النفس، والأستاذ المشارك بجامعة تويو إيوا في اليابان، أن ذلك المفهوم يتردد في اللغة اليابانية بشكل يومي ومعتاد. ويتكون هذا المفهوم من كلمتين، "إيكي"، أي الحياة، وكلمة "غاي"، والتي تصف قيمة الشيء.
ويقول هاسيغاوا إن أصل هذه الكلمة يعود إلى عصر "هيان" في اليابان (من عام 794 إلى 1185)، وأن الجزء "غاي" منها مشتق أساسا من كلمة "كاي" التي تعني أصداف البحر، التي تضم شيئا ذا قيمة عالية. وبالتالي يمكن النظر إلى ذلك المفهوم على أنه مفهوم واسع يضيف قيما مختلفة للحياة.
ولذا يشعر كبار السن بأن من واجبهم أن يورثوا الحكمة إلى الأجيال الشابة". وهذا يعطيهم هدفا في الحياة، يتمثل في خدمة مجتمعاتهم.
ففي ثقافة تتفوق فيها قيمة العمل الجماعي على العمل الفردي، يتحمس العاملون اليابانيون لفكرة أن يكونوا نافعين للآخرين.
وبالعودة إلى مفهوم "إيكيغاي"، نجد أنه يتعلق بالشعور بأن عملك يصنع فرقا في حياة الناس. وهذا الأمر يعد مهما الآن بالنسبة لكثيرين من خبراء الإدارة.
وقد توصلت دراسة أجراها آدم غرانت من كلية وارتون للإدارة بجامعة بنسلفانيا إلى أن ما يحفز العاملين هو "القيام بعمل يؤدي إلى سعادة الآخرين"، وأن "يروا أو يقابلوا هؤلاء الأشخاص الذين تأثروا بعملهم".
ويقترح دان بوتنر، وهو مؤلف كتاب "المناطق الزرقاء: عمل ثلاث قوائم تضم: القيم الخاصة بك، والأشياء التي تحب القيام بها، والاشياء التي تجيدها. وستكون الجوانب المشتركة بين هذه القوائم الثلاث هي ما ستعبر عن مفهوم الـ "إيكيغاي" الخاص بك ، والذى ينبغي أن ينعكس في صورة أعمال محددة.
إنه لا ينبغى يكون لدي الإنسان فهم واضح لما يريد أن يقوم به من عمل يتجاوز فكرة كسب المال فقط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق