الصفحات

السبت، 21 أبريل 2018

التنشئة الاجتماعية ودورها فى تنمية شخصية الطفل اليابانى


 
إن تعايش الطفل الياباني في بيئة تتميز بنظام أسري ومدرسي ومؤسسي رفيع المستوى يجعله طفل شديد الحرص على النظام والنظافة بالإضافة إلى مسؤوليته في العمل الجماعي والذي يتمثل في أداء الواجبات الأسرية ويقوم بما يقوم به الشخص البالغ، فالطفل منذ السن العاشرة أو حتى أصغر يستطيع الذهاب إلى المدرسة وحيدا ويستخدم أنظمة القطارات العامة، بل وحتى الذهاب للسوق وحيدا وشراء الأغراض التي تحتاجها أسرته وهذا ما يندر أن تجده الدول الغربية، وهذا نوع من التمازج بين العمل الجماعي والنظام فاليابان تعد دولة ذات مجتمع جمعي صارم.
كما يبدأ تعليم الأطفال قيم النظام والنظافة منذ نعومة الأظافر فيجد نفسه مسؤولا عن كل الأشياء التي يقوم بها فهو يعلم إن اتسخ المنزل أو عبث بالألعاب سيكون مسؤولا عن تنظيفها، لذا يكتسب الطفل الياباني روح الجندية منذ الصغر، ولكن الأمر لا يقف عند هذه النقطة بل يتجاوزها إلى الشعور بأهمية الالتزام والمحافظة على المرافق العامة كالحدائق المنتشرة بكثرة في مدن اليابان وأريافها، أضف إلى المدارس والتي عادة ما تستغني عن عامل النظافة لأن الطالب الياباني من أهم مسؤولياته في المدرسة هو تنظيم وتنظيف الفصل الدراسي وساحات المدرسة، لذلك ليس على المعلم سوى وضع الاشتراطات والأنظمة في بداية السنة، وبعدها تسير أمور النظافة بطريقة منظمة طوال العام الدراسي في نسق عجيب ومثير للاهتمام، الجدير بالذكر أن شعور الطفل بأهمية المحافظة على نظافة المكان الذي يستخدمه موجود في معظم دول شرق آسيا، لذلك تغير الهيئة التدريسية لا يؤثر كثيرا على سير نظام المدرسة لأن المدرسة تسير وفق نظام بديع من النظافة.
أما خلال السنوات الثلاث الأولى، يهتم النظام التعليمي الياباني بتعليم الطفل كيف يعيش ويحترم الآخرين، وكيف يتعامل مع الحيوانات ويهتم بها، وكيف يفهم الطبيعة ويصبح إنساناً لديه قيم إنسانية مثل ضبط النفس والاحساس بالمسؤولية والعدالة وغيرها من القيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق