الصفحات

الاثنين، 27 نوفمبر 2017

نهاية عصر محمد على باشا




بعد تولى السلطان عبد المجيد الأول بن محمود الثاني بن عبد الحميد الأول ، والذى استهل عهده بحادثة كانت ذات أثر بعيد حيث قام قائد البحرية العثمانية «أحمد باشا» بتسليم الأسطول العثماني والذى يتكون من (20 بارجة حربية تحمل 21 ألف جندي من مشاة البحرية العثمانية) إلى محمد علي والي مصر وذلك اعنقادا منه أن محمد علي أحق وأجدر بالدفاع عن الدولة العثمانية وأيضًا بسبب خلافه مع الصدر الأعظم « خورشيد باشا» وهو بالمناسبة من ألد أعداء محمد علي أيضًا فخشيت الدول الأوربية أن يتقدم محمد على ويحتل إستانبول.
وكتب ابراهيم باشا الى والده في مصر ينبئه بانتصاراته و انه سيكمل زحفه الى الأستانة لأنه خيرا له أن يبدأ المفاوضات من هناك على ان يبدأها من مكانه، فإنزعج محمد علي باشا ورفض وأمر ابنه بالأنتظار لتبيان موقف الدول الأوروبية ولعله خطأ من مخمد على باشا كان كفيلا بتغيير مجرى التاريخ الى اليوم!..

وعلم سفراء دول أوروبا بالأحداث المتعاقبة السريعة واستولى عليهم الهلع بعد سلسلة من الأحداث المتعاقبة بدءا من اعلان محمد علي نية الأستقلال في 1838م فراحوا يقنعون محمد علي بضرورة اعادة الأسطول العثماني لبلاده ووقف تقدم ابراهيم باشا في جنوب الأناضول، وكذلك منع السلطان العثماني من اجراء اي تفاوض مع محمد علي وولده الا من خلالهم!..
وانعقد مؤتمر لندن في يوليو 1840م من انجلترا والنمسا وبروسيا وروسيا لدراسة الموقف، وتحفظت فرنسا وأعلنت دعمها لمحمد علي، وفي 15 يوليو صدر قرار المؤتمر باتفاق الجميع الى ضرورة انسحاب محمد علي من الأناضول وشمال الشام الى عكا ودمشق، وضغطاً على والي مصر أنذروه ان لم يقبل بذلك فإن القرار سيكون بالأنسحاب الى حدود مصر الشرقية!.. وبالطبع رفض محمد علي باشا قرارات المؤتمر وأرسل لملك فرنسا لويس فيليب طالبا منه التدخل وتدعيم موقف مصر، ولكن ذلك الأخير يتلقى نصيحة من انجلترا والنمسا بإلتزام الحياد!..
وفي اغسطس 1840م أعلن الباب العالي خلع محمد علي وولده من ولايات مصر والشام والحجاز والسودان، كما طلب من روسيا والدول الأوروبية التدخل بالقوة لتنفيذ فرمانه، وبالفعل تحركت اساطيل دول التحالف لمحاصرة سواحل الشام، 
وبالتالى ارسل الباشا اربعة سفن من الإسكندرية لحمل الجنود ومن معهم من مواني يافا وغزة، ليغادرها أخر جندي مصري في 19 فبراير 1841م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق