الصفحات

الخميس، 26 أكتوبر 2017

التربية والتعليم فى العصر المملوكى Education in the Mamluk era



اهتم الممالیك بنشر المؤسسات التعلیمیة لتحقیق أهدافهم التى تقربهم من الشعب، خاصة أن الصراعات العسكریة والفتن الداخلیة أدت إلى وجود ازدواجیة فى النظام التعلیمى حیث ظهر إلى جانب التعلیم المدنى نوع آخر مواز له، تمثل فى مؤسسات التعلیم العسكریة، هذا التنوع فى تیارات الفكر أدى إلى تنوع مؤسسات التعلیم وتباین أهدافها، فى حین غلبت علیها المقررات الدینیة واللغویة بجانب دراسة العلوم الطبیة والتطبیقیة، كما برزت طریقة الحفظ والتلقین كأكثر طرق التدریس شیوعا لسهولتها على المعلم ومناسبتها للمرحلة الأولى من التعلیم التى تلت مرحلة الكتاتیب، وكانت اهم المواد التعلیمیة وقتها هى الإملاء والإلقاء والمناظرة بجانب التدریب على مهارات الفروسیة فى «الطباق» أوالمدراس العسكریة والمقابلة الشخصیة للمریض فى المدارس الطبیة وكانت الامتحانات شفویة بالإضافة إلى قیاس مهارات الكتابة والخط عن طریق الكتابة على ألواح كما كان یشترط لاجتیاز الاختبارات الشفویة حفظ جزء من القرآن الكریم بحد أدني، ومن ثم الحصول على «الأصرافة» والتى تمثل فى عصرنا هذا شهادة التخرج، وتمنح الشهادة فى احتفال كبیر تشجعیاً للطلاب على التفوق.
علاوة وجود میثاق شرف مهنى یلتزم به المعلم وكذلك المتعلم حدده العلماء والفقهاء وقتها بالآداب والشروط اللازمة لكل من المعلم والمتعلم وكذلك وجود عقوبات زاجرة للمقصرین منالطلاب أو المعلمین.ومثل نظام الحسبة وقتها الجهة الرقابیة على أداء المؤسسات التعلیمیة لدورها والذى أظهر أیضا وجود بعض صور الفساد المالى والإدارى ممثلة فى توریث الوظائف أو التنازل عنها وانتشار مایعرف بالبذل أوالرشوة للحصول على الوظائف التعلیمیة كما وكل الأمر إلى غیر أهله فنال الضعف أحیانا تلك المؤسسات خصوصاً فى النصف الأخیر من القرن الثامن الهجري.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق