الصفحات

الجمعة، 2 ديسمبر 2016

جولة فى اكثر المدارس ابتكارا فى العالم Tour in more innovative schools in the world



يمكن للتلاميذ أن يأتوا في الساعة الثامنة والنصف ، أو التاسعة والنصف صباحاً. ومن يأت دوماً مبكراً، يحق له الانصراف يوم الخميس والجمعة بعد نصف الدوام، الذي يستمر عادة حتى الساعة الثالثة ظهراً. والطريف أن المدرسة مفتوحة طوال العام، إلا في أيام العطلات الحكومية الرسمية. أي حين تحصل المدارس الأخرى على العطلات في الصيف أو في الربيع، فإن «مدرسة ستيف جوبز»، تظل مفتوحة أمام تلاميذها. وفي المقابل، يمكن للتلميذ فيها أن يحصل على عطلة مدرسية في أي وقت طوال العام الدراسي، لأنه قادر على توزيع جدوله الدراسي، بما يتناسب مع ميوله وظروفه. وينطبق الأمر نفسه على المدرِّبين، الذين لا يكون عندهم تلاميذ أثناء العام الدراسي، فيكون من حقهم أيضاً أن يحصلوا على عطلتهم وقتما يشاؤون.
ينتمي كل تلميذ إلى مجموعة أفرادها من أعمار مختلفة، شرط ألا يزيد الفرق بينهم على سنوات أربع. يجتمعون مع مشرف عليهم صباح كل يوم من التاسعة والنصف وحتى العاشرة، لمناقشة كل أمورهم، مع التركيز على المهارات الاجتماعية، مثل امتلاك روح الفريق، والتعاون مع الآخرين، والاحتكاك بذوي الأعمار المختلفة، وتجري هذه اللقاءات الصباحية في قاعات مريحة، يختار فيها كل تلميذ المكان الذي يحلو له، دون تدخل من المشرف.
بعد هذه الجلسة الصباحية مع المجموعة، وتحديداً من الساعة العاشرة والنصف وحتى الثانية عشرة، ينفصل كل تلميذ عن المجموعة، ليذهب إلى المكان الذي اختاره، حسب الخطة الدراسية الخاصة به، فإما أن يذهب إلى قاعة اللغات أو الرياضيات أو العلوم أو أي مادة دراسية، ليجد في انتظاره معلماً متخصصاً في هذه المادة، يشرف على التلاميذ الذين اختاروا التوجه إليه، لتعلم درس ما، وتكون مستوياتهم متقاربة، بغض النظر عن أعمارهم. فيما يقرر آخرون أن يتعلموا بمفردهم باستخدام الآيباد، والتمارين التي تتناسب مع مستوى كل واحد.
بعد استراحة لمدة نصف ساعة، تقام ما بين الثانية عشرة والنصف والثانية والنصف من بعد الظهر، ورش عمل ومشروعات دراسية وأعمال فردية وتمارين رياضية. وهنا أيضاً يكون التلميذ قد حدد سلفاً في جدوله الدراسي الخاص به، ما الذي يريد أن يفعله، ويجد مشرفاً في انتظاره، أو زملاء له سيتعاونون معه.

وفي نهاية اليوم تجلس المجموعة من جديد مع المشرف عليها، لمناقشة أي أمر يشغل بال أفرادها، ولمتابعة أوضاع كل تلميذ منها، لأن تفريغ المعلم من المهام الروتينية، يجعله يجد الوقت للاهتمام الشامل بالتلميذ، والتواصل المستمر مع الأهل.

ويلعب الآيباد دوراً مهماً في العملية التعليمية، ويتابع الأهل من خلاله، كل ما يقوم به ابنهم أو ابنتهم، ويتواصلون باستمرار مع المشرف على التلميذ، وكل المدرِّبين الذين يتولون تدريس المواد الدراسية المختلفة.
يلاحظ الزائر للمدرسة أن التلاميذ لا يرتدون أحذية ، وأنهم لا يشربون شيئاً سوى الماء ، فلا عصير ولا مشروبات غازية ويتناولون الفواكه والأطعمة الصحية فقط.

ويوضح دو هوند مؤسس المدرسة أن قرار المشي حفاة الأقدام ، يرجع إلى أن بعض التلاميذ يستلقون أرضاً ، وتلمس أيديهم الأرض، وأما السماح بشرب الماء فقط، فيهدف إلى رفع الوعي لدى التلاميذ ، لأضرار المشروبات الغازية ، وكذلك الأمر بالنسبة للطعام الصحي.

وفي هذه المدرسة، يتحدث التلاميذ مع الذين هم من حولهم بثقة كبيرة في النفس، ولا يستغربون وجود غرباء في المدرسة، كما أن التلميذ الذي يدرس على الآيباد، يركز بشدة، ولا يحتاج إلى من يطلب منه الانتباه إلى الشرح، ويستخدم البرامج التفاعلية بمنتهى الإتقان.
ومن الأمور الأخرى اللافتة للنظر، الهدوء الذي يعم المكان طوال وقت الدراسة. فلا صراخ ولا شجار ولا طالب معاقب بالوقوف أمام الصف، ولا معلم ثائر. لكن في وقت الاستراحة، يتحول هؤلاء التلاميذ الهادئون في قاعات الدراسة، إلى أطفال يفيضون بالطاقة والحيوية والنشاط، وبعد أن ترك كل واحد منهم الآيباد، الذي كان يعمل عليه بمفرده، عاد إلى الجماعة من دون أي مشكلة، ولم يؤثر ذلك سلباً على سلوكه الاجتماعي على الإطلاق.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق