الصفحات

الخميس، 5 مايو 2016

استراتيجيات تعليم الكبار Adult Learning Techniques





يرتبط بتنوع استراتيجيات تعليم الكبار اختلاف مفهومه من بلد لآخر ، مما جعل منه ميدانا واسعا وعريضا يتعامل مع فئات عديدة من البشر في مجالات متنوعة ومختلفة ومتجددة دائما لذلك تبتكر مصطلحات جديدة لتعليم الكبار لتتناسب مع الاستراتيجيات الخاصة به في كل من المجتمعات ، ومن هذه المصطلحات: التربية الأساسية Basic education ، وتربية المجتمعCommunity education ، والتربية الاجتماعيةSocial education ، والتربية المستديمةPermanent education ، والتربية مدى الحياة Life long education، وتربية الجماهير Mass education، والتربية خارج المدرسة Out of school education ، وغير ذلك من المصطلحات التي تدور في فلك تعليم الكبار، وكلها تسهم في توضيح معالمه وتجلية مفهومه.
وباختلاف استراتيجيات تعليم الكبار اختلفت أهدافه وتنوعت توجهاته، ويدل على ذلك تلك الدراسة التي أجرتها ماري إلي M.Elyعام 1936م ونشرتها في كتابها Adult Education Action حيث وجهت سؤالا عن الحاجة لتعليم الكبار إلى ثمانية عشر فيلسوفا ومربيا وعالما اجتماعيا من مختلف البلدان، وكانت النتيجة أن تعددت أهداف تعليم الكبار الثمانية عشر ودارت حول أربعة محاور أساسية هي :
1- المحور الأول : يدور حول ذاتية المتعلم الكبير وقدرته على التعلم أو نشاطه العقلي أو الابتكار والاختيار الحر وتحقيق الأمن الشخصي، وقد دارت حول هذا المحور ستة من الأهداف الثمانية عشر.
2- المحور الثاني : يدور حول تعليم الكبار وخدمة المجتمع وتركز على تحسين النظام الاجتماعي أو مواجهة التغير الاجتماعي أو تأكيد الثبات الاجتماعي، ودار حول هذا المحور أربعة أهداف.
3- المحور الثالث : دار حول خدمة المعرفة والاهتمام باكتشاف مجالات معرفية جديدة أو توسيع الآفاق والرؤى الفكرية أو مجاراة المعرفة الجديدة، ودار حول هذا المحور ستة أهداف .
4- المحور الرابع والأخير : يدور حول تعليم الكبار وخدمة المؤسسات الإنتاجية وتضمن هدفين اثنين.
وتنوعت أيضا وظائف تعليم الكبار من مجتمعات إلى أخرى، ففي البلدان المتقدمة يقوم تعليم الكبار بثلاث وظائف أساسية وهي :
1- الوظيفة الأولى : توفير الفرص التعليمية للعدد القليل من الصغار الذين لم يستكملوا المرحلة الأولى أو الثانية من تعليمهم لإعدادهم لدخول امتحان نهاية المرحلة الأساسية، كما هو الحال في كل من إسبانيا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا وبلغاريا والمجر والدنمارك وإنجلترا، ولكن هذا التعليم يأخذ صورا وأشكالا مختلفة من دولة لأخرى.
2- الوظيفة الثانية: تدريب أو إعادة التدريب للعمالة المختلفة، كما هو الحال في هولندا وإنجلترا وإسبانيا والبرتغال وفنلندا وألمانيا ورومانيا، وفي كل دولة من هذه الدول تؤدى هذه الوظائف بواسطة مؤسسات مختلفة عن الأخرى.
3- الوظيفة الثالثة : عمليات الاستنارة الفكرية لأفراد المجتمع وتقديم صور التربية الحرة للكبار، كما هو الحال في الدول الإسكندنافية وخاصة الدنمارك وفنلندا والنرويج.
بينما أصبح تعليم الكبار في البلاد النامية مرادفا للتعليم غير النظامي للأطفال والكبار في دول كثيرة ، كما هو الحال في غينيا والأرجنتين والمكسيك وفيتنام وتايلاند والهند، ويعتبر محو الأمية أو خفض نسبتها إحدى المهام الأساسية لتعليم الكبار في البلاد النامية .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق