الصفحات

الأحد، 12 أبريل 2015

كيف يبدو ‫#‏التعليم_الجامعي‬ في كوريا الشمالية؟




يمكن التعرف على توجهات التعليم الجامعى فى كوريا الشمالية من خلال تجربة سوكي كيم وهي فتاة من كوريا الجنوبية نشأت في العاصمة سيول ، و قد قضت سوكي ستة أشهر في تدريس الشباب من كوريا الشمالية في سن التاسعة عشرة دروس اللغة الإنجليزية، تحكي لنا خلالها تجربتها المثيرة في هذا البلد المختلف.تقول سوكي أن كتابة مقالات “Essays” باللغة الإنجليزية كانت أكثر ما يكرهه طلابها في كوريا الشمالية، في خريف 2011 كانت تدرس اللغة الإنجليزية في جامعة بيونج يانج للعلوم والتكنولوجيا في كوريا الشمالية حيث كان يوجد بالجامعة حوالي 270 طالبا شابا و30 معلما ، إلا أن كل درس كان يجب أن يحصل على موافقة مجموعة من المراجعين تم تعيينهم للبت فى أى موضوع قبل تدريسه داخل الجامعة، والتأكد من عدم مناقشة أي مواضيع تدور في العالم خارج كوريا الشمالية مع الطلاب ، وقد تقدمت سوكى بطلب لتدريس موضوع عن كيفية كتابة المقالات بالإنجليزية وقد وافقوا على هذا الموضوع ، وأخبرها الطلاب أن كتابة المقالات مهمة جدا، وستمثل جزءا كبيرا من التقييم في اختبارات الفصل، لقد كانوا تحت ضغط تجاه هذا الأمر . كان من المقرر لهم أن يختاروا موضوعا ويقوموا بمناقشته وتلخيصه في مقال. عندما سألت الطلاب كيف يسير هذا الأمر معهم كان ردهم جميعا أنه “كارثي”، إلا أنهم كعلماء مستقبليين سيحتاجون إلى كتابة أبحاث لإثبات نظرياتهم وتجاربهم

وتقول سوكى كانت مهاراتهم في الكتابة ضعيفة جدا تماما مثل قدرتهم على البحث العلمي ، بالطبع مقالات غير موثقة ، لم يتعلموا مبدأ تدعيم ادعاءاتهم بأدلة وبراهين على ما يكتبونه ، لم أستطع تعليمهم درسا عن كيفية الحصول على مصادر المعلومات، لأن ذلك لم يكن ممكنا هناك،
وتستطرد قائلة تمنيت في ذلك الوقت أن يفهموا قيمة شبكة الإنترنت وكيف أنهم متأخرون جدا عن العالم بسبب عدم استخدامهم له. أعطيت لهم أيضا أربعة مقالات حديثة من عدة صحف عالمية مثل برينستون ريفيو ونيو يورك تايمز وفاينينشال تايمز ومجلة هارفرد؛ تحدثت هذه المقالات عن مارك زوكربرج مؤسس الفيس بوك وعن موقع الفيس بوك وعن تويتر، ولكن للأسف لم أجد أي تأثر أو استجابة من الطلاب لهذه المقالات.
في اليوم التالي، زارني العديد من الطلاب في مكتبي الخاص أثناء ساعاتي المكتبية المخصصة لهم، جميعهم أرادوا تغيير مواضيع مقالاتهم، الغريب في الأمر أن المواضيع الجديدة التي قاموا باختيارها أغلبها تحدث عن فساد المجتمع الأمريكي. أحدهم قال أنه أراد الكتابة عن العقاب الجسدي الذي يتعرض له الطلاب في الصفوف المتوسطة في المدارس الأمريكية واليابانية. طالب آخر قرأ عليّ جزءًا مما كتبه وكان “بالرغم من الأضرار الناتجة عن الأسلحة النووية إلا أن بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية مازالت تصنع وتطور هذه الأسلحة”.
طالب آخر أراد الكتابة عن أن الطعام الذي تقدمه مطاعم ماكدونالد الأمريكية الشهيرة سيء جدا، نفس الطالب سألني بعدها عن نوعية الأطعمة التي يقدمونها في ماكدونالد.
وبالتالى فإن كل المحاولات لتنمية وعيهم بالعالم من حولهم جميعها باءت بالفشل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق