الصفحات

السبت، 13 ديسمبر 2014

#الترجمة وأثرها في تطوير البحث العلمي في #اليابان Translator and their impact on the development of scientific research in Japan


لعبت حركة الترجمة دورًا أساسيًا في حفظ التراث العالمي من الضياع والتلف بسبب كثرة الحروب والمنازعات والعوامل الطبيعية المدمرة. لذلك اعتبرت حركة الترجمة بمنزلة فعل حوار دائم بين القوى البشرية ذات الثقافات المتنوعة والقادرة على التفاعل الإيجابي من موقع حوار الأنداد بين الثقافات الحية.

والترجمة ، ليست مجرد نقل كلمة أو مقولة من لغة إلى أخرى، بل هي، وبالدرجة الأولى، فعل ثقافة حية قادرة على تحويل موارد المجتمع إلى قوى محركة للطاقات الإبداعية فيه. فهي تتحول إلى فعل حضاري ودينامية قوية لتغيير المجتمع بعد أن أصبح العالم كله قرية ثقافية واحدة في عصر العولمة والتفاعل اليومي والمباشر بين مختلف أشكال الثقافات واللغات. 

ولذلك ومنذ بداية الإصلاحات في عهد الإمبراطور المتنور مايجي في عام 1868م. اعتمدت اليابان على ترجمة مكثفة من اللغات الأجنبية إلى اللغة اليابانية لتثقيف الشعب الياباني بكل ما يستجد على الساحة العلمية والثقافية في مختلف دول العالم. وقد استمرت تلك السياسة بوتيرة متصاعدة حتى الآن. فقد دلت بعض الإحصائيات الدقيقة إلى أن نسبة الأبحاث والكتب المترجمة من اللغات الأجنبية إلى اللغة اليابانية وبالعكس بلغت 30 إلى 1 في الفترة ما بين 1979 - 1996م.

وحين أدركت الحكومة اليابانية الخلل الفادح في تلك النسبة، عمدت في السنوات الأخيرة إلى تشجيع وترجمة الكتب والوثائق والمقالات اليابانية إلى اللغات الأخرى.
وشكلت لجنة من ثمانية باحثين يابانيين مرموقين لاختيار الكتب التي ستترجم من اليابانية إلى اللغات الأخرى فى مجالات ثقافية متعددة.

من هنا كان اهتمام اليابان الكبير بعملية الترجمة ونقل قسم كبير من التراث الإنساني العالمي إلى اللغة اليابانية خلال المائة عام المنصرمة. 
فقد أولت اليابان اهتمامًا خاصًا بالترجمة منذ بداية نهضتها في أواسط القرن التاسع عشر حتى الآن. وما زالت من أكثر دول العالم سخاء في مجال تمويل الترجمة، ودفع نفقات المترجمين، وتنشيط مؤسسات الترجمة، وصولاً إلى استخدام الترجمة الآلية المراقبة في السنوات القليلة الماضية.
وأثبتت سياسة اليابان في مجال الترجمة، ومن خلال الحجم الكبير لما ترجم إلى اليابانية عن اللغات الأخرى، أن الترجمة تساهم في تعزيز اللغة القومية، أي اليابانية. ورغم الصعوبات الكبيرة التي يعانيها كل من يتعلم اليابانية، قراءة وكتابة، نجح اليابانيون في تعزيز لغتهم،وتطويعها لكل أشكال العلم والتكنولوجيا، واستخدامها كمعادل محلي للغات العالمية في مجال الترجمة الفورية والآلية.
وتترجم اليابان مالايقل عن 30مليون صفحة خلال عام واحد فى إطار عمل مؤسسى .
ومنذ بداية إصلاحات مايجي، ترجم اليابانيون الكثير من الكتب والدراسات، في مختلف حقول المعرفة، ونقلوها عن اللغات الأجنبية إلى اللغة اليابانية. وكان الهدف منها تثقيف الشعب اليابانيّ بالعلوم العصريّة وأسرار التقنيات العلميّة المتوافرة لدى الدول المتطوّرة في مختلف دول العالم. واستمرت تلك السياسة بوتيرة متصاعدة حتى الآن.

وتشير أحد احصاءات التنمية البشرية الذي صدر عام 2003م إلى أن ما ترجم منذ عهد المأمون حتى الآن لم يتجاوز عشرة آلاف كتاب، بينما دولة مثل اليونان تترجم هذا العدد في عام واحد.
إننا فى حاجة ماسة إلى أن ننشئ شبكة من مراكز الترجمة في العالم العربي لتحقيق التعاون مع مختلف الهيئات على الصعيد الدولي، إضافة إلى الأفراد وسائر الجهات التي تعمل في مجالات الترجمة واللغات وحوار الثقافات.
وتنشيط المشروعات المشتركة في مجال الترجمة.

موقع للترجمة من العربية لليابانية :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق