الصفحات

السبت، 19 يوليو 2014

دروس من حياة أوبرا وينفرى : المرأة الأكثر تأثيرا فى العالم Lessons from the life of Oprah Winfrey: the most influential women in the world


حصدت أوبرا وينفري  لقب أكثر المشاهير تأثيراً في أمريكا وذلك للعام الثاني على التوالي على الرغم من أنها توقفت عن تقديم البرامج منذ عامين بعد نصف قرن من العطاء. واحتفت بها الحكومة الامريكية بتكريمها بمنحها وسام الحرية، بجانب العديد من المؤسسات، ولكنها وجدت  التكريم اللائق من جمهورها الذين تطل عليهم عبر الشاشة البلورية، فقد ارتفع عدد مشاهدي برنامجها الحواري المعروف أوبرا شو والذي يبث عبر أكثر من (200) محطة تلفزيونية و(110) دولة، بجانب تحميله على شبكة الإنترنت ما يزيد عدد المتابعين لبرامجها. لذلك كانت تتسلل إلى قلوب الملايين هكذا دون استئذان وتمتع جمهورها حد الإفراط والحب والانسجام. وذلك من خلال مادة تعالج المشاكل الاجتماعية في المجتمعات المختلفة.
استطاعت وينفري أن تترجم حقيقة أن الإعلام رسالة تعالج قضايا المجتمع تحمل العبء عنه وتعالج قضاياه وليس عبئاً عليه ،وكانت أوبرا قد أضافت خلال تاريخها مع الإعلام، قيماً ومعايير خاصة بها، وكونت منظومة ثقافية وفكرية واجتماعية لا تخضع لقوانين المنافسة المهنية، فبقيت على مدار ربع قرن حالة استثنائية يتعامل معها المجتمع الأمريكي بمنتهى التجاوب والألفة.
استضافت أوبرا في برنامجها أهم واشهر الشخصيات في جميع المجالات، مثلا.. سجل برنامجها أعلى نسبة مشاهدة في التاريخ في العام 1993 بمقابلتها مع نجم البوب الراحل مايكل جاكسون حيث وصلت نسبة المشاهدة لهذه المقابلة إلى100 مليون مشاهدة على مدى 25 عاما، تضمنت كل حلقة مفاجأة تتحدث عنها الصحافة لأيام وأسابيع. ولم تكن أوبرا بعيدة عن السياسة فعندما شنت أميركا حربها على العراق قدمت حلقة أدانت فيها الغزو، كما كانت أكبر داعم لحملة أوباما الرئاسية حيث ذكرت الصحف أنها سبب لجذب أكثر من مليون صوت إضافي ساعده في الترشح عن الحزب الديمقراطي والفوز في الانتخابات الرئاسية في 2008
 وبعد أكثر من ربع قرن من النجاح على محطة (ايه.بي.سي) أعلنت أوبرا في مقابلة تليفزيونية في برنامج المذيع الشهير لاري كينغ  قرارها بإنهاء برنامج أوبرا وينفري، وبالفعل كانت الحلقة الأخيرة من البرنامج في 9 سبتمبر2011 بعد 24 موسما وأكثر من 5000 حلقة.
 
وتفرغت لقناتها الخاصة (اون) ( OWN) التي كانت قد أطلقتها في مطلع العام وتحديد يوم 1 يناير2011، وعادت أوبرا لتقديم برنامجها الحواري اليومي على قناتها الجديدة تحت عنوان (دروس الحياة من أوبرا)، لتستمر أوبرا في عطائها وفي الحفاظ على العديد من ألقابها، فهي كانت ومازالت أعلى المذيعات أجرا في التليفزيون وأغنى امرأة عصامية في أميريكا والأكثر ثراء في لائحة المشاهير المائة لمجلة فوربس للعام الخامس على التوالي وأغنى امرأة أميركية أفريقية في القرن العشرين، كما لقبت بأكثر النساء قوة في العالم.
ربما يحتاج إعلامنا العربي شخصية مميزة رجلًا كان أو امراة تصنع شيئًا حقيقيًا للعالم مثل ماصنعته السيدة وينفري والتي تميزت باحتوائها واحتفالها بالاختلاف، وعدم خوفها من الثقافات المختلفة، بل على العكس كانت نظرتها دائمًا ايجابية ومتفائلة ومحفزة للتعلم من الآخر.

للمزيد:



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق