الصفحات

السبت، 10 مايو 2014

تاريخ الأبجدية History of the alphabet


هناك توثيق مثبت عن كتابات وجدت منذ 5000 سنة قبل الميلاد في كتابات بلاد ما بين النهرين المسمارية والآثار الفرعونية الهيليغريفية. وكانتا هاتان الكتابتان معروفتين في منطقة الشرق الأوسط حيث ظهرت أول أبجدية انتشرت بشكل جامح وهي الأبجدية الفينيقية و ابجدية اوغاريتية. وهناك دلائل تشير إلى تطور الاشكال المسمارية باتجاه الخصائص الأبجدية في بعض اللهجات التي استخدمتها، وخاصة الفارسية القديمة، الا أنه لا يوجد دلائل على أنها كانت أصل الأبجدية. وهناك كتابة بيبلوس المقطعية والتي لها خصائص الهليغريفية الهيراطيقية، الا أن العلماء لم يستطيعوا فك رموزها وبالتالي لا يمكن الجزم ان كانت أبجدية أولية أم لا , وأقدم أبجدية تم اكتشافها هي في اوغاريت التي تعد أقدم واكمل الابجديات .

البداية الفرعونية


كان هناك في حوالي 2700 ق.م.، 22 رمزا هيليغريفيا ليمثل كل واحد منهم أحد الاصوات الساكنة . كما كان هناك رمزا اخر يستعمل كمصوت لبدايات أو نهايات الكلمات. وكانت تستعمل هذه الرموز كأحرف للمساعدة في لفظ الكلمات عند شرح قواعد التصريف، وفيما بعد استعملت لكتابة كلمات مستعارة من لغات أخرى أو لكتابة الأسماء الأجنبية. وبالرغم من ظهور خاصية الأبجدية في هذه الكتابة، الا أنها كانت دائما تستعمل مع كتابة تصويرية معتمدة على الكتابة التصويرية الهيليغريفية المعقدة.



واكتشف حديثا وجود أبجدية استعملت مع الساميين العاملين في مصر حوالي سنة 2000 ق.م. وخلال الخمسة الآف سنة التالية، انتشرت إلى الشمال. ويعتقد أن كل الأبجديات التي تلتها مستمدة من مبادئها واصولها ما عدا الأبجدية الميرتية (وهي الأبجدية النوبية المعتمدة على الهيروغليفية والتي عرفت في القرن الثالث ما قبل الميلاد). وهناك بعض العلماء الذين يناقشون ارتباطها.



الأبجدية السامية



يشك العلماء أن الكتابات السامية التي وجدت في مصر في العصر البرونزي الوسيط لها خصائص وميزات الأبجدية. الا ان عدم فك رموزها يمنع العلماء من تثبيت هذا الظن باليقين. وأقدم الدلائل عن هذه الكتابات ترجع لرسومات حائط وجدت في وسط مصر تعود لعام 1800 ق.م..



تألفت هذه الأبجديات السامية من 30 رمزاً لم تعتمد على الرموز المصرية الصوتية المتعارفة في ذلك الزمن وحسب بل استعملت الرموز الهيلوغريفية التصويرية أيضا. ومن المعتقد، من دون دليل، أنها دعيت بسماء سامية وليس مصرية. فمثلا "بير" بالهيليغريفية (وتعني "منزل" في المصرية) أصبحت في هذه الأبجدية "بيت" (وتعني "منزل" في السامية. وبسبب عدم فك طلاسم هذه الرموز، لا يمكن الجزم ان كانت تمثل أحرفا صوتية أو رموزا تصويرية لكلمات أو عبارات.



الارامية والفينيقية



كان الفنيقيون أول من استعمل الأبجدية من الكنعانيين . ولذلك سميت الكتابات الكنعانية اللاحقة ب[الأحرف الفينيقية]. وبسبب تَبحُر أبناء فينيقية وتجارتهم القوية في ذلك الزمن، انتشرت فكرة الأبجدية حول البحر المتوسط كله. ويعتبر أن شكلين من الأبجدية الفينيقية ال(لاتينية والأرامية) هما أساس كل الأبجديات والمسبب الأساسي لتاريخ الأبجدية.



وكانت الكتابة الفينيقية تعتمد على أشكال يرمز كل شكل منها إلى مخرج صوتي. وتسمى هذه الأشكال حروفاً. وكان هناك 22 حرفا في اللغة الفينيقية. وكان كل حرف يبداء بحرف ساكن يسمى به وبنفس الوقت كان يرمز إلى الصوت الذي يشكله. فمثلا، الصوت "به" والذي يصدر بالنفخ والشفتين مغلقتين يسمى "باء" ويرمز إلى حرف "ب" بالفينيقية. ومن الجدير ذكره، أن أول 4 حروف كانت تمثل الاصوات "ء" ثم "به" ثم "جه" ثم "ده"، لذا سمية بالـابجدية. واستعمل الفينيقيون خطا أفقيا للفصل بين الكلمات في البداية ثم تطورت واستعملت مساحة فراغ بدلا منها. ومنها تطوَر نظامين من الكتابة وهما الأرامية واللاتينية.

للمزيد:






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق