يؤكد الكثير من الخبراء أن الاقتصاد مسألة معقدة، ولكن يبدو أن الأمر ليس كذلك بالنسبة لأطفال الشوارع في الهند، وذلك بعد أن تمكنوا من خلق نظام بنكي اقتصادي ذكي.
بحسب ما نشره موقع "Oddity Central"، فقد أقام المشروع مجموعة من أطفال الشوارع ليدخروا أموالهم التي يكسبونها من عملهم كي يتمكنوا من الحصول على احتياجاتهم في المستقبل من تعليم أو إقامة مشاريع تساعدهم على العيش.
يقع هذا المعهد البنكي الاقتصادي في أحد الملاجئ للمراهقين المشردين في مدينة نيودلهي الهندية، وله عدد كبير من الفروع المنتشرة هناك حتى يسهل للمشردين الوصول لها بكل سهولة، وجاء "ساتيش كومار" (12 عاماً فقط) ليكون مدير خزانة الفرع الرئيسي للبنك في نيودلهي.
ويحكي محمد شاه (أحد العملاء لدى البنك) بأن المشروع يساعد الكثيرين من المحتاجين، فهو على سبيل المثال قام حتى الآن بالاقتراض 3 مرات، الأولى 500 روبية (33 ريالاً سعودياً) لشراء زي المدرسة، ثم مرة أخرى لأن والدته كانت مريضة، واقترض في المرة الأخيرة ليساعد والده في إنشاء متجر صغير، ويأمل محمد أن يتمكن من رد الدين وكذلك الادخار مرة أخرى من أجل إكمال تعليمه.
وهناك الكثير من العملاء غير محمد يتعاملون مع البنك ويبلغ عددهم نحو الـ9000 طفل من مختلف أنحاء جنوب شرق آسيا، حيث ينتشر 77 فرعاً، والمذهل أن العاملين به لهم القدرة على ترتيب الأولويات التي هم بحاجة لها، وكيف يوظفونها ويستخدمونها، وهو ما يعجز عنه أغلب الأشخاص في مختلف أنحاء العالم بالرغم من توفر الموارد المالية والخبرات.
ويقدر عددأطفال الشوارع بـأكثر من 120 مليونًا، وأمريكا اللاتينية وحدها بها ما يفوق الستين مليون طفل شارع، أما فى مصر فقد بلغ عدد أطفال الشوارع مايقرب من مليونى طفل.
وقد دعت ورشة العمل الإقليمية التى عقدها المجلس القومى للطفولة والأمومة إلى تشكيل شبكة مصغرة من شبكة أطفال الشوارع ورجال الأعمال والجهات الحكومية المعنية من أجل تبنى القضية وتوفير فرص عمل وإعادة دمجهم بالمجتمع واستخراج تصاريح العمل والأوراق الرسمية اللازمة للشباب المستهدف حتى يمكنهم الالتحاق بالعمل بشكل قانونى ورسمى وإنشاء بنك لأطفال الشوارع داخل إحدى الجمعيات الشريكة من خلال تخصيص مبلغ مالى كبداية لإقراض الأطفال بحيث يتم إدارته من قبل الشباب أنفسهم.
وأكدت التوصيات ضرورة تدريب شباب الشوارع على المهارات الحياتية متمثلة فى التدريب على مهارات العمل وإدارة المشروعات والتسويق والتدريب المهنى وإكسابهم مهارات العمل الجماعى وروح الفريق وضرورة التنسيق والاستفادة من كل الموارد التعليمية والصحية والرياضية والمجتمعية والاقتصادية لضمان تمتع أطفال الشوارع بحقوقهم.
للمزيد :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق